اتخذ رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إجراءات عاجلة لمنع سقوط الرمادي في يد تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي كثف هجماته على المدينة أمس، بعد وصول تعزيزات إليه من سورية، وعادت الإشتباكات إلى قرب المجمع الحكومي. الى ذلك، تزايد استياء العشائر في الأنبار بسبب المماطلة في تسليحها وتشكيل قوات «الحرس الوطني»، فيما أكدت وثيقة أميركية نشرت أمس توجه واشنطن الى تسليح العشائر مباشرة، وهذا ما كشفته «الحياة» قبل أيام نقلاً عن شيوخ التقوا المنسق العام للتحالف الدولي الجنرال جون الين. وعقد العبادي اجتماعاً طارئاً الليلة قبل الماضية مع أعضاء مجلس محافظة الأنبار وعدد من شيوخ العشائر تناول الوضع في المحافظة، بعد هجوم «داعش» على الرمادي. وأوضح بيان للحكومة أن رئيس الوزراء «قرر تقديم الإسناد الجوي المكثف إلى الأنبار وتسليح أبنائها وإرسال تعزيزات إلى المحافظة في أسرع وقت». و «أشاد بالتقدم الذي تحققه القوات المسلحة بتعاون أبنائها ودفاعهم عن مدنهم لطرد عصابات داعش الإرهابية، وأكد مواصلة العمليات العسكرية حتى تطهير المحافظة وتثبيت الأوضاع وبسط الأمن والإستقرار». وتواصلت عمليات الكر والفر منذ هجوم «داعش» على الرمادي فجر الجمعة الماضي، وعادت الاشتباكات إلى قرب المجمع الحكومي الذي يضم مبنى المحافظة ومقار قيادة العمليات والشرطة. وأعلن الشيخ حسن الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع «الحياة» أمس أن «العشائر قدمت الى القوات الامنية معلومات عن نية داعش شن هجوم على الرمادي قبل أيام من موعد الهجوم ولكنها، على ما يبدو لا تمتلك قوات كافية». وأضاف أن «عدداً من شيوخ العشائر في قضائي القائم وعانة أبلغوا إلينا اليوم (أمس) أن رتلاً تابعاً لداعش يضم عشرات السيارات ومئات الافراد جاء من الجانب السوري ودخل الى عانة وينوي التوجه الى الرمادي لمساعدة عناصره في الهجوم على المدينة». وأشار إلى أن «التعزيزات العسكرية التي يتحدث عنها مسؤولون في الحكومة ومجلس المحافظة لم تصل الى الرمادي، وتضطلع العشائر بأسلحتها الشخصية وقوات من فرقة التدخل السريع بصد محاولات داعش لاقتحام المدينة». وأعلن مصدر أمني في الرمادي امس ان «داعش» هاجم المدينة ظهر امس، من محاور عدة في مناطق التأميم وجزيرة البو علي جاسم والحوز وحي الأرامل وشارع ستين، وأكد سقوط عدد من قذائف الهاون اطلقها التنظيم على محيط المجمع الحكومي. وقال شهود إن عناصر من «داعش» سيطروا على مضايف عدد من شيوخ العشائر على بعد نحو 500 متر عن مباني المجمع الحكومي، والاشتباكات تتركز هناك. واتهم احمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الانبار، الحكومة الاتحادية بالمماطلة في تسليح العشائر بالتزامن مع الضغط الذي يفرضه تنظيم «داعش» على المدينة «لإجبار القبائل على الموافقة على دخول الفصائل الشيعية إلى الأنبار». وقال الجميلي ل «الحياة» امس إن «الحكومة ترفض تسليح العشائر كما انها تماطل في تشكيل قوات الحرس الوطني وتطوع السكان في التشكيلات الأمنية التابعة لها وهذا يدل على رفضها تشكيل الحرس الوطني». وأضاف إن «الحكومة تسعى إلى وضع عشائر ووجهاء الأنبار امام الأمر الواقع ووضعنا أمام خيارين، إما دخول عناصر الحشد الشعبي الى المحافظة لمقاتلة داعش او سقوط المدينة بيد داعش». وأفادت وثيقة صادرة من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أحيلت على «الكونغرس» ان واشنطن تعتزم شراء أسلحة لزعماء العشائر السنية منها بنادق «كلاشنيكوف» وقذائف صاروخية وذخيرة هاون لدعمهم في معركتهم ضد «داعش» في الأنبار. وأبرزت الوثيقة الأهمية التي يوليها البنتاغون لرجال العشائر السنية في إطار استراتيجيته الشاملة للقضاء على التنظيم، وحذرت الكونغرس من عواقب رفضها. وكانت «الحياة» كشفت في 12 الشهر الجاري، نقلاً عن شيوخ عشائر تقطن الحدود مع سورية انها تتعاون مع الولاياتالمتحدة بشكل مباشر في توفير المعلومات عن اماكن وجود عناصر «داعش»، وقد أعادت تشكيل كتائب مسلحة بدعم من المنسق الدولي للتحالف ضد «داعش» الجنرال جون ألن.