قالت مصادر سياسية رفيعة ل «الحياة» أمس، إن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، الذي وصل الى بغداد أمس في زيارة مفاجئة «حمل خطة جديدة لمواجهة تنظيم داعش في العراق تتضمن جوانب سياسية وعسكرية، أبرزها إجراء مصالحة مع عشائر الأنبار وتسليحها لتأمين الحدود مع سورية، إضافة إلى تهيئة الأجواء لقدوم المزيد من المستشارين الأميركيين، فيما يعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي التقى ديمبسي، لإجراء تغييرات في هيلكية وزارة الداخلية وعزل قيادات أمنية جديدة على غرار ما فعل في وزارة الدفاع قبل أيام. (للمزيد) وتزامن ذلك مع نجاح الجيش العراقي أمس في استعادة مصفاة بيجي النفطية، كبرى مصافي النفط في العراق، من تنظيم «داعش» بعد يوم من سيطرة الجيش العراقي على قضاء بيجي إثر معارك أجبرت عناصر التنظيم على الانسحاب، ومن ثم فقدانه خطوط إمدادات مهمة. ولفتت المصادر إلى أن ديمبسي سيطّلع على تقارير المستشارين الأميركيين الموجودين في العراق منذ شهور، لتحديد ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستُرسل قوات برية إلى العراق، بعد يوم على إبلاغ ديمبسي لجنة القوات المسلحة في الكونغرس أنه لا يستبعد حصول ذلك. وأشارت المصادر إلى أن واشنطن تملك خطة لتأمين الحدود مع سورية، الأمر الذي سيضعف قوة «داعش» في البلدين، وإشراك العشائر السنية في الأنبار لتأمين الحدود، فيما تقوم قوات من البيشمركة ومتطوعون من محافظة نينوى بمساعدة أميركية مباشرة بتأمين حدود المحافظة مع سورية. وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي في العراق، بريت مكورك، في بيان مقتضب أمس، إن «زيارة ديمبسي ستبحث مع المسؤولين السياسيين والأمنيين في العراق المرحلة الثانية من الحملة ضد تنظيم داعش». وأكد الشيخ شعلان النمراوي، أحد شيوخ عشائر البونمر في الأنبار أمس أن عدداً من شيوخ الأنبار تلقى دعوات من الحكومة الاتحادية عبر «قيادة عمليات الأنبار» إلى دفع أبنائها للتطوّع في صفوف القوات الأمنية. وأضاف النمراوي في اتصال مع «الحياة» أن «الحكومة تتجنب تسليحنا بشكل مباشر وتريد تطويع أبنائنا في التشكيلات الأمنية الرسمية وتسليحها، ولكن العديد من أبناء العشائر لا يريدون لأبنائهم التطوع في القوات الأمنية، بل يريدون السلاح للدفاع عن أنفسهم في مناطق ضد داعش». وكانت «الحياة» كشفت، نقلاً عن مصادر في الأنبار، أن الولاياتالمتحدة حضّت العبادي على فتح باب التطوع أمام أبناء عشائر الأنبار وإشراكهم بشكل أكبر في الحرب ضد «داعش». إلى ذلك، نجحت القوات العراقية في السيطرة الكاملة على مصفاة بيجي النفطي شمال البلاد التي كانت ساحة لمعارك متواصلة طوال الشهور الماضية. ونقلت قناة «العراقية» شبه الرسمية عن ضابط في محافظة صلاح الدين قوله إن قوات من الجيش تضم عناصر من الفرقة الذهبية «الخاصة» تمكّنت من تطهير محيط مصفاة بيجي بعد هروب عناصر «داعش» من مواقعها. وأوضحت مصادر أمنية ميدانية في صلاح الدين، أن القوات الأمنية تمكّنت من تأمين محيط المصفاة عبر هجوم من جانبها الأيسر، كما تمكّنت من الوصول إلى إحدى بوابات المصفاة ودخلتها لتلتقي بالقوات الأمنية المرابطة في مركز المصفاة منذ أشهر تحت حصار «داعش». ولفتت المصادر إلى أن القوات التي شاركت في تحرير قضاء بيجي ضمت قوات من قيادة شرطة محافظة صلاح الدين وقيادة عملياتها وجهاز مكافحة الإرهاب وعناصر من متطوعي الحشد الشعبي. وأعلنت وزارة الدفاع أن طلعات جوية نفذتها مروحيات الجيش الليلة قبل الماضية أدت إلى تدمير ثلاثة صهاريج مفخخة بالقرب من معمل الأسمدة في قضاء بيجي شمال مدينة تكريت.