حذرت السلطة الفلسطينية وحركة حماس، من خطط إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار التقسيم الحاصل في المسجد الإبراهيمي بالخليل. واعتبر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية محمود الهباش، الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية حول مشاريع وخطط تناقش في الكنيست، حول تقسيم المسجد الأقصى "مقدمة لإشعال حرب دينية في المنطقة تتجاوز تداعياتها حدود فلسطين". وجدد الهباش التأكيد على أن "الأقصى هو مسجد إسلامي خالص، وأنه لا يجوز لأي طرف كان أن ينازع في هذه الصفة الدينية والتاريخية، وأن أية محاولات إسرائيلية لترتيب صلوات يهودية في أي جزء من المسجد الأقصى هو تدخل إسرائيلي مرفوض في شؤون المقدسات الإسلامية، وعدوان سافر على الحقوق الدينية للفلسطينيين وللمسلمين بشكل عام". بدورها، استنكرت حماس الخطط الإسرائيلية، مشددة على أنه "لا مكان ولا زمان للاحتلال ومتطرّفيه في المسجد الأقصى" ودعت إلى "شد الرحال إليه والرباط فيه والتصدي لمحاولات الاحتلال اليائسة في تهويده وتقسيمه". وقال مصدر قيادي في حماس، "نحذر الاحتلال الصهيوني ومتطرفيه من مغبة وتداعيات الإقدام على تنفيذ هذا المشروع الخطير، ونعد أي مساس بجزء من أجزاء المسجد الأقصى ومحاولات تقسيمه زمانياً أو مكانياً اعتداء صارخاً على حرمته وانتهاكاً خطيراً لقداسته واستفزازاً مباشراً لمشاعر ملايين المسلمين في أنحاء العالم". وشددت على أن "المسجد الأقصى كان وسيبقى إسلامياً خالصاً لا يقبل القسمة، ولن يكون فيه موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه لا فوق الأرض ولا تحتها مهما بلغت جرائمهم وغطرستهم". ودعت إلى "مواصلة شد الرحال إليه والرباط فيه والتصدي لمحاولات الاحتلال ومتطرّفيه اقتحامه وتدنيسه"، كما دعت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى "التحرك العاجل وتحمل مسؤولياتهم في حماية الأقصى من خطر التهويد والتقسيم واتخاذ إجراءات وخطوات عملية لردع الاحتلال عن تنفيذ مخططاته". بدوره، استنكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، الخطط الإسرائيلية. وقال حسين في بيان إن "مدينة القدس ستبقى إسلامية الوجه عربية الهوية ولن يسلبها الاحتلال وجهها وهويتها مهما أوغل في الإجرام وتزييف الحقائق". وطالب منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ب"التدخل الفوري لإنقاذ المدينة المقدسة والوقوف في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تغير معالم مدينة القدس واتخاذ القرارات العملية لدرء الأخطار المحدقة بالأقصى والقدس والقضية الفلسطينية". وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، نشرت وثيقة وخارطة قالت إنها "تتناول مقترح مشروع لوضع قوانين ولوائح نُظم لتقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين اليهود زمانيا ومكانياً". وذكرت أن المقترح أعد من قبل نشطاء من حزب الليكود يطلقون على انفسهم اسم " منهيجوت يهوديت " ( قيادة يهودية) ، يتزعمهم نائب رئيس الكنيست موشيه فيجلين، حيث وضعوا هذا المقترح الجاهز على طاولة وزير الأديان، تحت اسم " مشروع قانون ونُظم للمحافظة على جبل الهيكل- كمكان مقدس"، وأعلنوا أنهم سيعملون على إقراره في الكنيست الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية قريباً بالتعاون والتنسيق مع لجنة الداخلية التابعة للكنيست.