أعربت أوساط عسكرية إسرائيلية عن قلقها من تداعيات الأحداث الأخيرة في الضفة الغربيةالمحتلة، وآخرها استشهاد الشاب يونس أحمد أبو خليل ردايدة (28 عاماً) من سكان حي بيت حنينا في القدسالمحتلة برصاص إسرائيلي مساء أول من أمس بزعم أنه اقتحم بجرّاره الزراعي (تراكتور) قاعدة عسكرية قريبة من الحي. وبحسب هذه الأوساط، فإن الأجواء السائدة في المنطقة أخيراً، وغياب الأفق السياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة «يشكّلان محفزاً للفلسطينيين لتسخين الأجواء»، متهمةً أيضاً حركة «حماس» في القطاع بسعيها إلى التسخين لاستعادة مكانتها التي تلقت، برأيها، ضربة بعد التطورات الأخيرة في مصر. وكان جيش الاحتلال أعلن مساء أول من أمس أن شاباً فلسطينياً (هو يونس أحمد أبو خليل ردايدة من بلدة العبيدية) «كان يقود جرّافة، قُتل برصاص الجنود عند اقتحامه معسكراً للجيش قرب بلدة الرام شمال رام الله». وأضاف أن الجنود اعتقدوا أنه جاء لإطلاق النار عليهم فأطلقوا النار باتجاهه، واستشهد متأثراً بجروحه. وفي الرواية الإسرائيلية، فإن الشاب الفلسطيني، وبعد ساعات قليلة من تسلم عائلته أمراً من سلطات الاحتلال بهدم منزلها، اقتحم البوابة الرئيسة للمعسكر، ثم حاول دهس جندي، فهرب الأخير جانباً، لكن يونس حاول من جديد دهسه و «عندها قفز بسرعة إلى داخل كشك صغير، فقام الفلسطيني بمهاجمته واقتلاعه بجرّاره، وأصيب الجندي إصابة خفيفة برجله وطار سلاحه الشخصي... وواصل المهاجم اندفاعه بجراره إلى داخل القاعدة مسافة 150 متراً وأصاب سيارة راكنة وجيب عسكرياً محصناً، وعندما انتبه جنديان إلى أن الحديث هو هجوم، أطلقا النار عليه، وشلاه خلال دقائق، ثم تأكدا من أن الجرار خال من مواد تفجير». وأشارت مصادر إسرائيلية وفلسطينية إلى أن شقيق يونس، مرعي كان استشهد قبل أربعة أعوام في مجمّع المالحة في القدس عندما هاجم بجراره الزراعي أفراد شرطة وأصاب اثنين منهم بجروح خفيفة، قبل أن يُقتل برصاص مارّة من اليهود. وبحسب التقديرات الأولية للجيش، فإن يونس قام بالعمل بمفرده، ولذا كان صعباً إحباط العملية مسبقاً، «ما يستدعي الحذر من احتمال تكرار مثل هذه المحاولات». وبالرغم من ترجيح أوساط أمنية إسرائيلية أن يكون منفذ العملية قام بها بمفرده، فإنها كثّفت أمس من انتشار قواتها شمال رام الله وتحديداً في محيط مخيم «قلنديا» تحسباً لوقوع مواجهات بعد صلاة الجمعة. ونقلت صحيفة «معاريف» عن مسؤولين عسكريين قولهم إن ثمة أجواء في المنطقة وفي الضفة الغربية «تخلق أجواء من التحفيز لتنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيليين أو أهداف إسرائيلية». وأضافوا أن ثمة مخاوف لدى الجيش من محاولات «لتصدير إرهاب» من الضفة نحو إسرائيل أو المستوطنات في الضفة. وقال أحد الضباط للصحيفة إنه يصعب الإشارة إلى عامل عيني كدافع لتسلسل العمليات الأخيرة (قتل فيها ثلاثة جنود في الضفة) «لكن الأكيد هو توافر أجواء من التحفيز على تنفيذ عمليات كهذه، رغم غياب خيط يربط بينها». وحذر من أن انفجار المفاوضات بين إسرائيل والسلطة أو انتهاءها بالفشل قد يؤدي إلى «اليأس وفقدان السيطرة». وبرأي الضابط، فإن تسلسل عمليات القتل الأخيرة التي نفذها أفراد لا علاقة لهم بمنظمات إرهابية، وإن كان لا ينذر بانتفاضة جديدة لغياب الرابط بين كل منها، «إلا أنه يمنح آخرين الجرأة والمحفز للإرهاب الفردي، بالرغم من التنسيق الأمني الجيد بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية». وأقر الضابط بأن عملية أول من امس تعتبر عملية «جريئة ونوعية» قد تجعل فلسطينيين أفراداً يؤمنون بنجاعة العمل الفردي ضد الاحتلال. وتابع أن ثمة قلقاً في أوساط الجيش من محاولات «حماس» تسخين الأجواء «بغية استعادة نفوذها الإقليمي المتراجع»، وأنها قد تسمح لأسرى حرروا في إطار صفقة التبادل (مع الجندي غلعاد شاليت) قبل ثلاثة أعوام وتم نفيهم إلى القطاع، «بتنظيم خلايا إرهابية في الضفة لتقوم بعمليات ضد أهداف إسرائيلية».