نجحت «مناصحات» قادها عدد من الدعاة المنتشرين في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة في إقناع آلاف الحجاج المخالفين في التراجع والعودة إلى مناطقهم بعد إبلاغهم بعدم جواز أداء المناسك نتيجة مخالفة الأنظمة التي وضعت لخدمة وسلامة الحجاج. وتأتي هذه الخطوة بعد أن استعانت الجهات المختصة ب «الدعاة» المعتمدين رسمياً لتنبيه الحجاج المخالفين الذين لا يحملون تصريح الحج، وإرشادهم بطريقة الحج الصحيحة، أبرزها عقد النية من الميقات، والحج بالطريقة النظامية حتى لا يتسبب في أذى غيره من المسلمين. وأكد عضو لجنة التوعية في الحج التابع لوزارة الشؤون الإسلامية ماهر القحطاني أن أهل العلم أجمعوا على عدم الإقبال على عبادة كالحج دون أن يتعلم أحكامها ومن لم يفعل فهو آثم، مشيراً إلى أن القضايا الاجتهادية لا يجوز مخالفة ولي الأمر فيها مثل قرار منع من أراد الحج من دون تصريح، مؤكداً أن الأمر عبادة لم ينه عنها العبد، لكن الأمر نظّم ليصبح الحج «بلا موت»، مثلما كان يحدث في الأعوام السابقة. وأشار إلى أن الكثير من الحجاج يأتون إلى مكةالمكرمة من دون أن يتعلموا أحكامه فيعودوا إما بحج فاسد، أو بظهور مثقلة بالدماء، وخصوصاً إن لم يوفقوا بمخيم يعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وبيّن أنه استطاع إرجاع الكثير من الحجاج الذين وصلوا إلى مكةالمكرمة لأداء الحج من دون تصريح، ليصححوا وضعهم، لكنه لا يستطيع إحصاء عدد الفتاوى التي تصله يومياً في الحج من كثرتها، مبيناً أنه يجيب من يسأله عن من يقبل على الحج من دون تصريح، بأن المسالة ليست خيارية بأن يحرم قبل الميقات وهذا معصية، أو بعد الميقات ويقال له عليك دم، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «هن لهن ولمن مر عليهن من غير أهلهن». وحذر عضو التوعية من الازدحام الذي يحدث في مسجد عائشة لتكرار العمرة في سفرة واحدة ليتسبب في الزحام إضافة إلى كون الأمر بدعة، إذ لم يكن هذا الأمر قد عهد على النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا لكان أقره النبي صلى الله عليه وسلم لحمزة رضي الله عنه وزوجته خديجة رضي الله عنها، واستشهد عضو لجنة التوعية بالرجل الذي جاء لابن عباس ليسأله «من أين أعتمر لأبي، فأجابه من وجهك الذي أتيت منه». كما حذر من الأخطاء التي تحدث خلال السعي مثل «الاضطباع»، إضافة إلى من يصعد إلى الصفا والمروة، ويتوجه بالإشارة بيده والتكبير تجاه البيت، لأن الأمر محدث، والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد الصفا وحد الله وكبره ثلاثاً ويدعو بينها، وبيّن أن المرأة ليس عليها رمل في الطواف ولا ركض في السعي، والرمل هو إسراع الخطوات في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، والركض يكون بين العلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما سنة للرجال.