علمت «الحياة» أن إيران ستطرح خلال محادثاتها في جنيف الأسبوع المقبل مع الدول الست المعنية بملفها النووي، «اقتراحاً جديداً» يتيح تحريك المفاوضات وفق إطار زمني محدد، فيما أشار مصدر ديبلوماسي فرنسي بارز إلى أن مفاوضي الدول الست سيسعون إلى تحويل التوجّه الإيجابي لطهران «من مجرد كلمات إلى خطوات فعلية». في غضون ذلك، ألغت حكومة روحاني مؤتمراً مناهضاً لإسرائيل كان مقرراً في طهران، وأطلقه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2005، داعياً في خطابه حينذاك إلى «محو إسرائيل عن الخريطة». وأفادت مواقع إلكترونية إيرانية بأن قرار الحكومة سببه أنها ترى في المؤتمر تقويضاً لسياستها في «التفاعل مع العالم». لكن أحد منظمي المؤتمر، نادر طالب زاده، اعتبر إلغاءه «كارثة» و «خطأً ضخماً». وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، قبل بدء المحادثات التي لن يشارك فيها، إذ تُعقد على مستوى مساعدي وزراء خارجية. ولفتت إلى أن الوفد الإيراني سيقدّم للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «اقتراحاً جديداً مكتوباً وعملياً» يتيح تحريك المفاوضات وفق إطار زمني محدد، منبّهة إلى أن الأمر «يعتمد على آلية تعاطي الغرب مع الاقتراح الإيراني». وأكدت المصادر أن لدى الوفد الإيراني صلاحيات كاملة لقيادة محادثات «تبدّد قلق المجتمع الدولي وتخدم المصالح المشتركة لجميع الأطراف المعنيين بالملف النووي الإيراني»، مشددة على أن «الحكومة الإيرانية تسعى إلى تغيير مسار المحادثات، من مناخ مواجهة إلى أجواء تعاون، لاختبار الإرادة السياسية للغرب وصدقيته». في السياق ذاته، ذكّر علي سعيدي، ممثل مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي لدى «الحرس الثوري»، بأن «استراتيجية إيران ثابتة، ولكن تكتيكها متغيّر». وحدّد التغييرات التكتيكية ب «عدد الأفراد والإمكانات والمعدّات» و «تغيّر أوضاع الأتباع» و «حجم التهديد» و «سلوك الجبهة المقابلة» و «قوة القيادة». وأشار إلى أن إلغاء شعار «الموت لأميركا» هو من «المبادئ المتغيرة، وتغيير التكتيك في شأنه ممكن فقط من الولي الفقيه». في باريس، قال مصدر ديبلوماسي فرنسي بارز إن ممثلي الدول الست «ذاهبون للتفاوض بلا توتر ولا سذاجة»، مُقرّاً ب «فارق كبير» بين أسلوب ظريف وسلفه سعيد جليلي. واستدرك أن ايران تظهر «مناخاً جديداً، في غياب أي تقدّم في المضمون»، لافتاً إلى أن مفاوضي الدول الست سيركّزون على «البحث عن إمكان تحويل هذا المناخ الإيراني الجديد، من مجرد كلمات إلى خطوات فعلية وحقيقية». وأشار المصدر إلى أن الدول الست لن تطرح «اقتراحاً جديداً» على الإيرانيين، معتبراً أننا في «مرحلة انتظار إزاء ما يقدمونه، ودرس كيفية تجاوب الدول الست مع عرضهم». إسرائيل وقبل أيام من محادثات جنيف، نشر سلاح الجوّ الإسرائيلي على موقعه الإلكتروني صوراً وأشرطة فيديو نادرة ل «تدريبات تحليق خاص بعيد المدى» نفذتها مقاتلات إسرائيلية من طرازَي «أف-15» و «أف-16» فوق اليونان هذا الأسبوع، تضمّنت تزوّداً بوقود في الجوّ واختبار قدرات سلاح الجوّ، رأت فيها صحيفة «هآرتس» «مؤشرات قوية إلى أن الأمر يرتبط بتدريب لشنّ هجوم محتمل على إيران». ووَرَدَ في الموقع الإلكتروني لسلاح الجوّ: «عندما يتحدث شخص عن كل الخيارات، يمكن أن نفهم انه يتحدث عن الخيار العسكري». ونقل عن ضابط شارك في التدريبات إشارته إلى تحدي تنفيذ طلعات جوية «بعيدة» من الدولة العبرية، متحدثاً عن «ارض لسنا معتادين عليها، ولكن عن إمكان حدوث تهديد خلال القيام بالمهمة». تزامن ذلك مع تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي التقى روحاني في نيويورك، من ارتكاب «خطأ تاريخي»، مضيفاً: «أعتقد بأننا أمام قرار مصيري، على أوروبا والولايات المتحدة اتخاذه إزاء إيران. على صعيد آخر، أعلن «الحرس الثوري» مقتل خمسة من أفراده وجرح اثنين بمكمن نصبه «أعداء للثورة» في محافظة كردستان غرب إيران، المحاذية للعراق وحيث ينشط «حزب الحياة الحرة» الكردي.