لمّح رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علي لاريجاني أمس، الى استعداد بلاده للتفاوض مع الدول الست المعنية بملفها النووي، على التخلي عن «فائض» تملكه من اليورانيوم المخصب، معتبراً أن تسوية هذا الملف «ممكنة خلال فترة زمنية وجيزة جداً». وقال: «المفاوضات فرصة اذا كان جميع الأطراف مستعدين لاستغلالها. ثمة دول كانت تستخدم العقوبات وتهدد بلادنا، اختارت الآن اللجوء الى تسوية سياسية للملف». وأضاف في مؤتمر صحافي في جنيف، على هامش مشاركته في اجتماع «اتحاد البرلمانات الدولي»: «إذا تحرّكت الإرادة الجماعية وفضّلت التسوية السياسية، لن يكون صعباً التوصل الى حلّ للمشكلة برمتها». وقال لاريجاني لصحيفة «لوموند» الفرنسية: «اذا كان الغرب قلقاً، يمكننا تهدئته، هذا ليس أمراً معقداً. المهم بناء الثقة، يجب أن يطمئنوا الى اننا لا نصنع سلاحاً نووياً». واقترح اعتماد «نظرة أكثر شمولاً» خلال جولة المحادثات المقبلة بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، في جنيف منتصف الشهر، قائلاً: «لا يمكنني القول إن في امكاننا تسوية كل شيء، لكن الجوّ تغيّر». وأشار الى «مواقع ضئيلة» تُجرى فيها «نشاطات نووية مدرجة على قائمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتخضع لمراقبة، ولا شيء فيها لإخفائه»، مقترحاً «النظر الى الأمور من وجهة انعدام الامن في العالم، خصوصاً التطرف والارهاب». وأبلغ لاريجاني شبكة «سي أن أن» الأميركية أن بلاده «مستعدة لإثبات أنها لا تنوي إنتاج قنبلة ذرية»، معتبراً أن تسوية ملفها النووي «ممكن خلال فترة زمنية وجيزة جداً». وحض الغرب على «الاعتراف رسمياً بحق ايران في تخصيب اليورانيوم لأهداف بحت سلمية». وقال لوكالة «أسوشييتد برس» أن لدى إيران فائضاً «لا تحتاجه» من اليورانيوم، لافتاً الى أنها قد «تناقش» الأمر خلال محادثاتها مع الدول الست، ربما في إطار تجميد للتخصيب بنسبة 20 في المئة. وأقرّ لاريجاني بأن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الايراني حسن روحاني والأميركي باراك أوباما أغضب اصوليين في طهران، مضيفاً: «إنهم متشائمون قليلاً في هذا الصدد، ولديهم شكوك. لذلك يمارسون ضغطاً، لكننا ندعم روحاني. وإن شاء الله، سيحظى بدعم البرلمان» في المحادثات النووية. في السياق ذاته، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن إيران ستطرح خلال محادثات جنيف رزمة اقتراحات، تتضمن تجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة وفتح منشآتها النووية للتفتيش، في مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. الى ذلك، أشار الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل الى أن الوزير تشاك هاغل ذكّر اسرائيل بأن الولاياتالمتحدة «ستبقى متيقظة حيال التحديات المقبلة، فيما تنوي اختبار آفاق تسوية ديبلوماسية مع إيران»، مشدداً على أن واشنطن «لن تضعف في سياستها الحازمة لمنع إيران من امتلاك اسلحة نووية». اما وزير الشؤون الاستخباراتية الاسرائيلي يوفال شتاينتز فرجّح «انهيار» اقتصاد إيران «خلال 18 شهراً»، لافتاً الى أن طهران خسرت خلال السنتين الماضيتين بسبب العقوبات، مئة بليون دولار، كما بلغ التضخم 40 في المئة.