أثارت مسرحيات عرضت في ملتقى الشمال المسرحي بحائل والذي اختتمت فعالياته أخيراً جدلاً واسعاً على هامش الجلسات النقدية. ووصف الناقد أحمد الأحمري مسرحية «الدرباوي» التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون بعرعر ب«الساذجة»، وقال إنها لا تنتمي إلى المسرح «وإنما هي إهانة لقدسية المسرح»، موضحاً أن المسرح «يجب أن يكون رسالة كبرى». واحتد النقاش بين الأحمري وبين مشرف جمعية عرعر محمد الخطيب الذي رد على انتقاد الأحمري قائلاً: «إن هذا الحديث غير لائق والوصف بالسذاجة مجحف، ويجب على النقاد دعم الموهوبين لا تحطيمهم». وقام مدير الأمسية الشاعر خليف الشمري بالتهدئة بين المتساجلين، لكن النقاش احتد مرة أخرى خارج الندوة. من جانبه، انتقد الناقد المسرحي نايف البقمي قيام المهرجانات والملتقيات المسرحية معتبراً أنها «تقتل المسرح»، وألمح إلى أنه يجب على الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون «إيقاف مثل هذه الملتقيات واستبدالها بورش عمل مسرحية ودورات تدريبية، وكذلك ابتعاث الممثلين للخارج للدراسة، بدلاً من الصرف غير المجدي على هذه الملتقيات»، وأضاف قائلاً: «إن أي عمل مسرحي تختل أركانه الرئيسة لا يمكن أن نسميه عملاً مسرحياً». واختتمت العروض المسرحية المشاركة في ملتقى الشمال المسرحي بعرض لمسرحية «المتاهة»، قدمها فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل، وهي من تأليف الدكتورة ملحة العبدالله وإخراج زكريا المومني. وبدأت بعد ذلك الجلسة النقدية الأولى حول المسرحية بضيافة الفنان عبدالعزيز العسيري، الذي قال إن تعامل الإضاءة مع الممثلين «لم يكن في صورة جيدة، ولو كان العرض بإنارة كاملة لخرج العرض المسرحي بمظهر جيد»، مضيفاً أن العمل «مليء بالجماليات ولكن لا بد من وجود أخطاء في كل عمل». وفي المداخلات قال المسرحي خالد الحربي إنه يجب أن نتساءل أولاًً: هل نحن نحتاج إلى مثل هذا النوع من المسرحيات؟ وأوضح الناقد سلطان الغامدي أن المشكلة الأساسية في العرض «هي عدم حفظ الممثلين للنص المعروض، لأننا شاهدنا هناك ضياع في الحوار بين الممثلين».