تواصلت فعاليات ملتقى الشمال المسرحي للكوميديا بعرضين مسرحيين الأول لجمعية الثقافة والفنون في الدمام بعنوان "يمرض ولا يموت" من تأليف ياسر الحسن وإخراج راشد الروثان وبمشاركة الممثلين عبدالرحمن بودي، عبدالله الجفال، جبران الجبران ومحمد القحطاني. وتدور أحداثها حول أزمة الإنسان وعدم مقدرته على توفير متطلبات الحياة وذلك بسبب جشع وطمع أصحاب بعض التجار. أما العرض المسرحي الثاني فكان بعنوان "خارج السيطرة" قدمها فرع جمعية الثقافة والفنون بعرعر من تأليف محمد الحلال وإخراج إدريس الجراح وبمشاركة الممثلين عبدالله المجلاد، محمد العنزي وغازي العنزي. وتعالج المسرحية ظاهرة الانتحار والنظرة السوداوية للحياة, وتحاول تزرع الأمل وحب الحياة في نفوس الشباب. جانب من حضور الملتقى وكان الملتقى قد شهد تكريم الفنان القدير علي المدفع الذي قال للرياض إن انطلاقة ملتقى الشمال المسرحي كانت "رائعة" وملفتة, شاكراً جمعية الثقافة والفنون بحائل على التكريم وعلى التنظيم المميز، معتبراً ليلة تكريمه "من الليالي الجميلة في حياته". فيما أكد عضو لجنة التحكيم في الملتقى محمد السحيمي بأن يراه هذه الأيام في حائل هو تجسيد لحلم قديم "فقد كنا نحلم بوجود حائل والمناطق الشمالية على خارطة المسرح واليوم المنطقة تتمسرح وتتثقف مسرحياً ويصبح لديها ملتقى للفرق المسرحية تتنافس بهذا المستوى الممتاز". مؤكداً أن المسرحيين في المنطقة الشمالية وحائل بدأوا بإعلان تواجدهم ووضعوا حجر الأساس لبداية صحيحة سيعقبها تكوين صحيح للوسط المسرحي. وأشاد السحيمي بالدور الكبير الذي يقوم به المخرج زكريا المومني والذي أطلق عليه لقب "نهر الأردن" لأن دوره كبير على مستوى المسارح السعودية "وهو من الأشخاص الذين يعملون بصدق ولا يبخل بعلمه أو فنه على التلاميذ مهما كان مستواهم في المسرح". علي المدفع وعن مسرحية "يمرض ولا يموت" قال السحيمي إنها كفكرة جاءت متميزة لكن ما يعيب أي مسرحية هو تجميع عدة أفكار في عمل واحد، وتناقش هذه الأفكار في نص واحد، منوها بأن رتم المسرحية لم يكن سريعا، ولو تم التركيز على العلاج بالأمثلة الشعبية، لكان أفضل وإعطاء الجمهور اشارة ونمسكه بعنصر المفاجأة، مما سرب الممل وبعض الرتابة، والعرض المسرحي عبارة عن كائن حي ينمو مع كثرة العروض، شاكرا السحيمي فرع الدمام مشاركة أسماء الخبرة التي تعتبر قمة من قمم المسرح السعودي. فيما يرى الكاتب المسرحي مشعل الرشيد أن بطل مسرحية "يمرض ولا يموت" هو المؤلف، الذي من خلاله كشف الكثير من القضايا الاجتماعية لأن الكلمة المكتوبة كانت معبرة وسهلة النطق، مشيداً بقدرات وثقة الممثلين الذين قدموا مسرحية اجتماعية جماهيرية ناجحة بكل المقاييس "وهو ما افتقدناه من سنوات"، ومنوهاً بقدرة المخرج الإبداعية التي قدمها وفق دوافع النص وسيطرته على الممثل، وتحرك الممثلين وفق خط مرسوم لهم جعلت من قدراته الفنية في التعبير عن دوره، رغم الإطالة في العرض.