استمر مسلسل التفجيرات الدموية في مدينة بيشاور الباكستانية، عاصمة الإقليم الشمالي الغربي المحاذي للحدود مع أفغانستان. وانفجرت سيارة مفخخة في أحد الأسواق الشعبية قرب مركز للشرطة في المدينة امس، ما اسفر عن سقوط 38 قتيلاً وأكثر من 90 جريحاً. وأفيد بأن معظم الضحايا من النساء والأطفال. وسارعت «طالبان باكستان» إلى نفي مسؤوليتها عن الاعتداء. وقال الناطق باسمها إحسان الله إحسان إنها «لا تستهدف عامة الناس في الأسواق»، لكن هذا النفي لم يقنع المسؤولين. وطالبت الحكومة المحلية في بيشاور الحركة بإدانة الانفجار والمساعدة في كشف الفاعلين. ودان رئيس الوزراء نواز شريف الاعتداء بشدة واعتبر في بيان «أن الضالعين في قتل الأبرياء هم أشخاص مجردون من الإنسانية ومن أي دين». وتسبب الانفجار في أضرار جسيمة إذ أدى إلى انهيار مبنى من طابقين وتدمير عشرات المتاجر التي اندلعت فيها النيران. وانتشل عمال الإنقاذ العديد من الجثث من باص صغير للركاب كان يمر قرب السيارة المفخخة عند انفجارها. ويأتي الحادث بعد ثلاثة أيام من تفجير باص حكومي أقلّ موظفين في الحكومة المحلية، ما اسفر عن مقتل 19 منهم، كما يأتي بعد أسبوع بالضبط من تفجير انتحاري مزدوج في المدينة الأحد الماضي، استهدف كنيسة. ويأتي ذلك في وقت طالب رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الحكومة الباكستانية بالتوقف عن تقديم الدعم للجماعات الإرهابية أذا أرادت علاقات طبيعية مع نيودلهي. وأدلى سينغ بتصريحاته تلك عشية لقائه نظيره الباكستاني في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. في غضون ذلك، شنت طائرة أميركية بلا طيار، غارة على منطقة القبائل استهدفت مجمعاً في منطقة درغ ماندي التي تبعد 7 كليومترات عن ميران شاه كبرى مدن شمال وزيرستان. وأفاد مسؤولون محليون بأن الغارة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص يشتبه بأنهم تابعون ل «مجموعة حقاني» التي تنشط في الأراضي الأفغانية ضد القوات الأميركية و»الأطلسية». وأثار المسؤولون الباكستانيون خلال اجتماعات الأممالمتحدة قضية الغارات الأميركية على المناطق القبلية و»تأثيراتها السلبية»، مشيرين إلى أنها تدفع الجماعات المسلحة الباكستانية إلى الانتقام داخل المدن الباكستانية عبر تفجيرات. لكن أميركا ترفض وقف الغارات وتشدد على أنها تستهدف مسلحين يعملون ضد قواتها في أفغانستان.