بات موقع «يوتيوب» شاشة عرض تجذب الشباب بمختلف إمكاناتهم، لإنتاج المواد المرئية فيه، وربما كان سبب خلو هذه الشاشة من القيود العامل الأهم لاتجاههم إليها. الشباب السعوديون كان لهم حضور كبير في «يوتيوب» ببرامجهم المختلفة، بعضها وصل إلى ملايين المشاهدات، وكان مثيراً للجدل، لكن يبدو أن برنامج «بمبي» الذي يناقش القضايا الاجتماعية بطريقة درامية خيالية في إطار كوميدي وصل إلى مرحلة «الضجة»، من خلال ثلاث حلقات على مدار ثلاثة أشهر. صورت أولى حلقات «بمبي» ما سيحدث من «انحلال أخلاقي»، بحسب البرنامج، إذا أصبح التعليم مختلطاً، من خلال مشاهد درامية قام بتمثيلها كلا الجنسين. واجهت هذه الحلقة انتقادات لاذعة من المشاهدين، معارضين ما اعتبروه تشويهاً لأخلاقيات المجتمع من جهة، ومنتقدين ما رأوه في المحتوى من إيحاءات مثيرة من جهة أخرى. الحلقتان الثانية والثالثة من «بمبي» كانتا بعنواني: «ما في بطالة» و«ساقوها»، ناقشتا قضيتي البطالة وقيادة المرأة بأسلوب درامي ما زال مثار «الضجة». مقدم برنامج «بمبي» وصاحب الفكرة يوسف أحمد يقول ل«الحياة»: «إن البرنامج خيالي ولا يمثل المجتمع السعودي»، نافياً في الوقت ذاته أن يكون البرنامج يسعى إلى المشاهد المثيرة لجذب المشاهدين، معتبراً أنهم لم يتعدوا حدود ما يعرض في مسلسلات الدراما المحلية، وأن هذه الإيحاءات «لا تعتبر شيئاً بالنسبة إلى ما قدم في مسلسلات الدراما المحلية رمضان الماضي». يوسف ذكر أن برنامج «بمبي» ينتج بإمكانات ضخمة لا حدود لها، وأن هدفهم يكمن في تقديم مادة فنية إلى الجمهور بعيداً عن الربح المادي، معتبراً أن ليس من مسؤوليتهم عدم فهم رسالة «بمبي»، واصفاً البعض «باتباع سياسة القطيع في مهاجمة البرنامج». وعن الانتقادات التي وجهها الأديب السعودي عبده خال إلى البرنامج، إذ ذكر عبر حسابه الشخصي في «تويتر» أن ليس بالاستطاعة صناعة فن بالأفكار الهلامية والرخوة فكيف إذا كانت الأفكار مغلوطة ومشوشة، إذ إن ذلك يولد عيوباً خلقية، وإن الشباب الذين يتجهون إلى صناعة الأفلام القصيرة من دون استشارة حتماً سيفشلون في شكل ذريع، رد يوسف عليه «عبده خال كاتب قصص، لا أعلم إن كان ناقداً فنياً!». كما واجه البرنامج انتقادات واسعة من مقدمي برامج «يوتيوب» إذ علق مقدم برنامج «ايش اللي» على «يوتيوب» بدر صالح: «يا جماعة ما قال ولا نكتة واحدة، ما تعب نفسه حتى، تغميز وعض شفايف ويجيب أولاد يعاكسوا بنات وبنات يعاكسوا أولاد وفي النهاية يصنف كوميدي!» وأضاف زميله في البرنامج مؤمن أفندي أن ما يحدث في «بمبي» يضر بالمنافسة، متمنياً أن يغيروا مسارهم ويقدموا كوميديا لتشتد المنافسة ويستمروا ولا يموت إعلامنا الجديد، وتعليقاً حول آرائهم قال يوسف إنهم في «بمبي» يتبعون مقولة فنية تقول: «لي حرية العرض ولكم حرية النقد».