قتل مسلحون مجهولون 4 أشخاص من أهالي مدينة العريش في شمال سيناء، في وقت ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي وقيادات في الجيش سير العمليات العسكرية في سيناء. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن مواطنين عثروا على جثث 4 أشخاص، قتلوا بطلقات نارية في أنحاء متفرقة في أجسادهم، ملقاة قرب الطريق الدائري في جوار قرية «السبيل» غرب مدينة العريش شمال سيناء، مشيراً إلى أنه تم نقل الجثث إلى مستشفى العريش العام وأخطرت الجهات المعنية للتحقيق وكشف ملابسات الحادث. وتكررت ظاهرة العثور على جثث لقتلى بالرصاص أو لأشخاص ماتوا ذبحاً في مناطق متفرقة من سيناء، وأعلنت جماعة «أنصار يبت المقدس» في شريطي فيديو مسؤوليتها عن قتل 8 أشخاص لاتهامهم بالتخابر مع «الموساد» أو التعاون مع الجيش المصري. وحض المتحدث باسم «الدولة الإسلامية» أبو محمد العدناني في رسالة صوتية قبل نحو شهر المسلحين في سيناء على مواصلة نهج «الذبح»، وعدم الالتفات إلى غضب بدو سيناء من تلك الظاهرة. في غضون ذلك، تبنت جماعة مجهولة تُسمى «أسود الدولة الإسلامية في أرض الكنانة» الهجوم على مكمن «كرم القواديس» الذي وقع قبل أسبوعين في سيناء، وقتل فيه 30 جندياً وأصيب مثلهم. وقالت الجماعة في بيان تداولته منتديات جهادية وحسابات محسوبة على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مواقع التواصل الاجتماعي إنها رصدت المكمن العسكري قبل الهجوم عليه. وتوعدت الجماعة الجيش ب «حرب لم تبدأ بعد». وقالت إنها تُجدد بيعتها لزعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي. وكانت «أنصار بيت المقدس» أعلنت بيعتها للبغدادي، قبل أن تنفيها، ما أثار تكهنات بخلافات بين مقاتلي التنظيم. وأطلق الهجوم على مكمن «كرم القواديس» حملة عسكرية مكثفة تستهدف معاقل الإرهابيين في سيناء، كما تقرر بعده إقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة. وراجع وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الخطة الأمنية المقرر تنفيذها في شمال سيناء في إطار جهود مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الشرطة المدنية. وقال مصدر عسكري ل «الحياة» إن الاجتماع عقد في قصر «الاتحادية» الرئاسي أول من أمس بحضور قيادات من الجيش، وجرى خلاله الوقوف على آخر تطورات عمليات إخلاء الشريط الحدودي مع قطاع غزة والإجراءات الأمنية الجاري اتخاذها لتأمين تلك المنطقة وحماية الحدود المصرية خصوصاً ما يتعلق بمنظومة التأمين المقرر تنفيذها على الشريط الحدودي بواسطة عناصر من سلاح المهندسين العسكريين وقوات حرس الحدود. وشرعت السلطات المصرية في إخلاء المنطقة الحدودية بطول 13.3 كلم وعمق 500 متر غرب الحدود لإقامة منطقة عازلة، لمنع تسلل أي عناصر أو تهريب أسلحة عبر الأنفاق مع قطاع غزة. وأوضح المصدر أنه سيتم تركيب أجهزة ذات تقنية عالية، لها القدرة على استشعار أي تحرك في تلك المنطقة العازلة. وقال مصدر حكومي إن الأجهزة المعنية تدرس زيادة عمق المنطقة العازلة، المقرر أن تتضمن في مرحلتها الأولى 500 متر ترتفع إلى 1500 متر في مراحل لاحقة. وأوضح أنه تم الكشف عن نفق بعمق يزيد على 800 متر في الأراضي المصرية، ما يستدعي زيادة عمق المنطقة العازلة في مرحلتها الأولى، لكنه أوضح أن المخطط إخلاء المنطقة بعمق 500 متر أولاً، ثم بدء إجراءات التوسع فيها. ويتعلق الأمر بنحو 800 منزل على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة في عمق 500 متر داخل الأراضي المصرية، تم حتى الآن إخلاء وهدم 350 مسكناً منها، فضلاً عن 122 منزلاً سبق إخلائها لتضررها من أنفاق مجاورة لها. وشدد السيسي خلال اجتماعه مع قادة الجيش على أهمية مراعاة ظروف قاطني تلك المنطقة والعمل على تلبية مطالبهم، وأهمية التنسيق بين الجهات المعنية بما فيها وزارة الدفاع لدراسة آليات إنشاء مدينة «رفح الجديدة». وواصلت لجنة التعويضات صرف المبالغ المالية المستحقة لأصحاب المنازل التي تم هدمها، مع استثناء من وجدت داخل منازلهم فتحات للأنفاق، الذين تقرر عدم تعويضهم مادياً. في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية في شمال سيناء إن قوات من الجيش والشرطة ألقت القبض على 3 أشخاص تراوح أعمارهم بين 38 سنة و53 سنة، بينهم مدرس وسائق من المقيمين في مدينة العريش لكونهم من عناصر جماعة «الإخوان» المحرضين على تنظيم مسيرات وأعمال عنف ضد قوات الأمن ومعداته وآلياته في شمال سيناء. وداهمت قوات الأمن أكثر من 250 وحدة سكنية في منطقه الرائد العربي المواجهة لمديرية أمن شمال سيناء، وألقت القبض على 33 مطلوباً لأجهزة الأمن على خلفيات متعددة. من جهة أخرى، ألقت قوات الأمن القبض على 7 مسلحين في فيلا في منطقة برج العرب غرب الاسكندرية، قالت وزارة الداخلية إنهم تورطوا في الهجوم على مكمن العلمين في مرسى مطروح، مساء الأربعاء الماضي، والذي أسفر عن جرح 3 جنود. وأوضحت مصادر أمنية أن المسلحين تم توقيفهم بعد معركة بالأسلحة النارية مع قوات الأمن في فيلا في منطقة برج العرب، لافتة إلى أنه أتضح صلتهم بعصابات تهريب السلاح والذخيرة من ليبيا إلى مصر، وأنه كانت بصحبتهم سيدتان. وأضافت أنه عثر بحوزتهم على مدفعي «غرينوف»، وقنبلتين يدويتين، وسلاحين متعدد نص بوصة، و4 أسلحة آلية، و4 مسدسات، وكمية كبيرة من الذخيرة.