أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «فلاي دبي»الإماراتية غيث الغيث، أن الشركة تتفاوض مع شركتي «بوينغ» الأميركية و «آرباص» الأوروبية، ل «شراء عشرات الطائرات الجديدة خلال معرض دبي للطيران في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل أو بعده». وأكد في حوار مع «الحياة» على متن الرحلة الافتتاحية ل «فلاي دبي» المتجهة إلى مطار زولياني الدولي في كييف، أن الشركة «تستخدم 30 طائرة «بوينغ 737»، وتدرس شراء طائرات أخرى من الشركة الأميركية و «آرباص»، علماً أنها كانت اشترت 50 طائرة من «بوينغ»، استلمت 30 منها حتى الآن». وأشار خلال الرحلة التي شملت مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا، إلى أن المفاوضات «بلغت المراحل النهائية مع الشركتين، وستختار «فلاي دبي» في النهاية أفضل العروض المقدمة منهما». وتعمل «فلاي دبي» وهي شركة وطنية إماراتية، بنظام الطيران المنخفض الكلفة، أنشأتها حكومة دبي منتصف عام 2008، للاستفادة من سوق رائجة خصوصاً بعد نجاح تجربة عدد من شركات الطيران المتدني الكلفة في العالم وفي المنطقة، فضلاً عن وجود مدن كثيرة في الدول المجاورة والقريبة لا تخدمها شركات الطيران التقليدية. وتوقع الغيث بروز شركات طيران جديدة منخفضة الكلفة في المنطقة العربية عموماً والخليج خصوصاً في السنوات المقبلة، ل «تغطية الطلب المتزايد على هذا النوع من الطيران في المنطقة وفي الدول المجاورة، ويمكن شركات الطيران المنخفض الكلفة خدمة ما يزيد على 45 نقطة في الدول المجاورة غير مشمولة بهذه الخدمة». وعلى رغم نجاح عدد من شركات الطيران المنخفض الكلفة التي برزت في المنطقة خلال العقد الماضي، لفت الغيث إلى أنها «لا ترتقي إلى نسبة تشغيل الشركات العالمية، وتواجه تحديات أهمها اختلاف التشريعات بين دولة وأخرى تطير إليها، فضلاً عن ازدحام الأجواء والحصول على تصاريح الدخول». وأشار الغيث إلى أن «فلاي دبي» تجاوزت معظم التحديات في هذا القطاع في السنوات الماضية، لأن «كل طائراتها جديدة ومصنوعة من مادة خفيفة تقلص كمية الوقود المستهلكة، كما تركز عملياتها على وجهات أخرى حين تعاني بعض وجهاتها أزمات معينة، ما يعوض التراجع في حركة المسافرين على هذه الوجهات». وأعلن أن «سرّ بقاء الشركة أمام تحدي ارتفاع كلفة التشغيل هو امتلاكها النوع ذاته من الطائرات ما يخفّض كلفة الصيانة، كما تملك طائرات جديدة على عكس أساطيل الشركات الأميركية والأوروبية، التي تحتاج إلى إنفاق نسبة كبيرة من دخلها على صيانة طائراتها». وأوضح أن الشركة الإماراتية «تلجأ إلى شراء عدد كبير من الطائرات دفعة واحدة للحصول على أفضل الأسعار». وقلّل الغيث من التأثيرات الطويلة الأمد لاضطرابات منطقة الشرق الأوسط على قطاع النقل الجوي، لأن «حركة السفر والنقل الجوي تعود مباشرة إلى طبيعتها بعد زوال التوترات التي تشهدها السوق، ولأن السفر خدمة مهمة جداً ولا يمكن الاستغناء عنها». واعتبر أن «ما يميز «فلاي دبي» في السوق هو استثمارها في تقديم خدمات مميزة للركاب، لزيادة تنافسيتها والوصول إلى مستوى معدلات التشغيل في الشركات العالمية، كما تمثل دولة الإمارات وتحمل اسم دبي المرتبط بالتجديد والحداثة في خدماتها». وعلى رغم حداثة عهد الشركة، فهي تمكنت من الطيران إلى 66 وجهة، ونقلت 5 ملايين مسافر العام الماضي. وأكد الغيث أن الشركة «ماضية في تحقيق أرباح هذه السنة»، على رغم التحديات التي يواجهها القطاع خصوصاً ارتفاع أسعار الوقود الذي بات يشكل نحو 40 في المئة من الكلفة التشغيلية للشركة، إضافة إلى التوتر السياسي في معظم دول المشرق العربي الذي تطير إليه الشركة.