معاينة ميدانية لمفهوم النقل الجوي الاقتصادي، اختارت «فلاي دبي» أن يختبرها أكثر من 65 صحافياً وإعلامياً من بلدان عدة على متن رحلة لها من دبي إلى بيروت، إحدى وجهاتها ال 29 وأقدمها والتي تستقطب إقبالاً كبيراً، ما حتّم على الناقلة الإماراتية الناشئة التي تنمو بسرعة ملحوظة تسيير 3 رحلات يومياً إلى العاصمة اللبنانية. ونظمت رحلة «فلاي دبي» الإعلامية لمناسبة تدشين نظام الترفيه المتطور على متن طائراتها الجديدة، البالغة كلفته في كل طائرة أكثر من مليون دولار، وأطلع الركاب الضيوف على مزاياه. وحضروا مؤتمراً صحافياً عقده في بيروت غيث الغيث الرئيس التنفيذي ل «فلاي دبي»، وكنت كرايفر المدير الإقليمي في بوينغ لشؤون عائدات التسويق ورضا الركاب، وج. دوغلاس كلاين الرئيس التنفيذي ل «لومكسس» المزودة لأجهزة الترفيه. كما نُظّم للوفد الضيف برنامج سياحي في الربوع اللبنانية. وترافقت هذه الخطوة مع تعزيز «فلاي دبي» أسطول طائراتها ليصل إلى 13 طائرة بعد تسلمها أربع ناقلات من طائرات الجيل الجديد من طراز «بوينغ 737-800»، وفي إطار إلتزام الشركة زيادة أسطولها وتوسيع شبكة خطوطها، علماً أنه لم يمض على إنطلاق عملياتها سوى 18 شهراً، ما يعكس بالتالي نموها المستمر والكبير. وجهزت الطائرات الأربع بنظام الترفيه الجوي المتطور من «لومكسس» الألياف الضوئية (فايبر تو ذي سكرين) الذي يتميز بخفة وزنه ونحافته مقارنة بالطرز السابقة (2.3 كلغ بدلاً من 4.5 كلغ)، ما يجعله مناسباً تماماً لمقاعد الناقلة الخاصة من طراز «ريكارو» المريحة. ويسمح هذا الخفض في الوزن ل «فلاي دبي» بأن تقدم لعملائها أفضل أنظمة الترفيه الجوي الموجودة في السوق، مع تقليل النفقات المصاحبة في الوقت ذاته في شكل كبير بما فيها إستهلاك الوقود، ما يضمن محافظة «فلاي دبي» على أسعارها المعقولة المخفضة، التي تتماشى مع مفهوم «الطيران الإقتصادي» وبما ينسجم مع نموذج العمل الذي تعتمده والذي يتسم بالبساطة والسهولة والخلو من التعقيدات، حيث يدفع الركاب في مقابل الخدمات التي يختارونها فقط. كما أصبح نظام الترفيه الجوي الجديد خياراً إضافياً بالطريقة ذاتها التي يتم التعامل بها مع الأمتعة والوجبات. وبالتالي بات في إمكان المسافرين على متن طائرات «فلاي دبي» المجهزة بنظام «أف تي تي أس» اختيار ما يرغبون في مشاهدته وفق أذواقهم وإمكاناتهم المادية (أفلام وألعاب وطلب وجبات الطعام وأغراض من السوق الحرة...). وفضلاً عن ذلك، باتت طائرات «فلاي دبي» الأربع (بوينغ 737-800) من أولى الطائرات التي جهّزت بنظام التصميم الداخلي «سكاي إنتيرير» من بوينغ، الذي يتسم بالرحابة ويهدف إلى تحسين راحة الركاب. كما يحظى بأجواء إضاءة تحاكي أوقات الليل والنهار والشروق والغروب، فضلاً عن خزائن علوية أعيد تصميمها لزيادة مساحة المقصورة وسعة التخزين. وتسعى الشركة الى تزويد 60 في المئة من طائراتها بالنظم الجديدة تعزيزاً لراحة ركابها. ويشكل إزدهارها السريع ونموها المضطرد تأكيداً على إزدهار سوق الطيران الإقتصادي وآفاقها المستقبلية، ما يجعل قابلية النمو مرتفعة وواعدة خصوصاً إنها لا تشكل سوى 7 في المئة من سوق الطيران عموماً في الشرق الأوسط، في مقابل 35 في المئة هي الحصة المقتطعة من السوق الأوروبية. 50 طائرة... 70 وجهة خلال معرض فارنبره للطيران في تموز (يوليو) 2008، أبرمت «فلاي دبي» صفقة مع بوينغ تشتري بموجبها 50 طائرة من الجيل الجديد من طراز «737 -800». وكشف الغيث ل «الحياة» أن الشركة تخطط لتشغيل هذا الأسطول كاملاً بحلول العام 2016 بالغة 70 وجهة. ونقلت الشركة حتى تاريخه أكثر من مليوني راكب، علماً أن إنطلاقها تمّ في فترة إقتصادية صعبة فتجاوزت تبعات الأزمة المالية العالمية، واستقطبت عمالة جيدة وخبيرة. وانطلقت رحلات «فلاي دبي» أخيراً إلى أربع وجهات جديدة، هي العاصمة الأرمينية يريفان ومدينتا أبها السعودية والسليمانية العراقية وعشق آباد عاصمة تركمانستان، وذلك قبل أيام من إعلان الشركة عن وجهتها ال 29، وهي مدينة ينبع السعودية. ولفت الغيث، الرئيس التنفيذي ل «فلاي دبي» إلى أن «الوجهات الأربع تعبّر تماماً عن رؤية شركتنا التي تتمثل في فتح أسواق جديدة للمسافرين في دبي، وفي الوقت ذاته إتاحة فرصة للناس في أنحاء المنطقة للسفر إلى الإمارات بأسعار تنافسية». وأوضح: «تتيح التغييرات التي أجرتها فلاي دبي لمسافرينا خيارات أكثر تضمن لهم أن يدفعوا فقط في مقابل الخدمات التي يحتاجون إليها. وهذه التغييرات نابعة من المقترحات التي قدمها مسافرونا الراغبون في مزيد من الخدمات الإضافية المميزة، وكوننا شركة تهتم برضا العملاء طبقنا هذه المقترحات التي نأمل بأن تلبي متطلباتهم». وحالياً، تقوم «فلاي دبي» برحلتين أسبوعياً إلى عشق أباد، بهدف توفير وجهة جديدة للمسافرين تتضمن فرص الأعمال والترفيه. وتعتبر الرحلة اليومية إلى أبها من أهم الرحلات التي أطلقتها الشركة لأنها تخدم بلدان مجلس التعاون الخليجي. وبعد إعلانها رحلات جديدة إلى السعودية، وسعت «فلاي دبي» عملياتها إلى العراق بإطلاق رحلتين أسبوعياً إلى السليمانية، إحدى أكبر المدن العراقية، التي تعتبر مدينة حديثة مقارنة بجارتها أربيل التي تطير إليها الناقلة الإمارتية. واكتملت عملية التوسع إلى وجهات جديدة مع يريفان، إحدى أقدم المدن في العالم التي تتميز بتاريخ وثقافة عريقين، وتشهد تطوراً كبيراً خصوصاً في قطاع الإنشاءات الآخذ بالإزدهار. وأصبحت السعودية، على نحو متسارع، سوقاً مهمة بالنسبة الى «فلاي دبي»، وذلك بعد الإعلان عن إنطلاق ست رحلات أسبوعية إلى مدينة ينبع بدءاً من 7 كانون الثاني (يناير) 2011. وتقع ينبع على ساحل البحر الأحمر إلى الشمال من جدة، وتتمتع بأهمية كبيرة، على اعتبار أنها مدينة صناعية وميناء سعودي مهم. وستكون الأولى من بين وجهات عدة إضافية سيعلن عنها في العام 2011.