خاض الرئيسان الأميركي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني، عشية توجههما إلى نيويورك الثلثاء المقبل للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ديبلوماسية تشير إلى انفتاح نادر بين بلديهما منذ عقود، مع إعلان الرئيس الإيراني في مقال كتبه في «واشنطن بوست» أن «عصر العداوات الدموية انتهى»، فيما لمّح البيت الأبيض للمرة الأولى الى احتمال لقاء الرئيسين في نيويورك. وفي سابقة، كتب روحاني مقالاً في الصحيفة الأميركية بعنوان: «لماذا تسعى إيران إلى الانخراط البناء». وحضّ نظراءه الغربيين على «اقتناص الفرصة التي أتت بها الانتخابات الإيرانية» (بانتخابه رئيساً)، وأن «يفعلوا أقصى ما أمكنهم للتجاوب مع (رغبة) شعبي وجهود حكومتي للدخول في حوار بناء». وكتب روحاني: «حريّ بزعماء العالم أن يحّولوا التهديدات إلى فرص». ودعا الى «حوار وطني في سورية والبحرين»، عارضاً وساطة ايران لحوار بين المعارضة والحكومة في سورية، ومؤكداً إدانته استخدام السلاح الكيماوي من أي طرف. ولم يتطرق الرئيس الإيراني إلى تنازلات محتملة في الملف النووي، إنما أكد ضرورة الحوار «بين طرفين يبحثان عن مخرج وليس كلاعبين» هدف كل منهما تسجيل نقطة على الآخر. ونبّه إلى أهمية التعاون لمحاربة تنظيم «القاعدة» باعتبار أن «أحداً ليست لديه مناعة ضد عنف المتطرفين ولو كان على بعد آلاف الكيلومترات، والأميركيون استيقظوا على هذا الواقع قبل 12 سنة»، في إشارة إلى اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في أميركا. ولقي كلام روحاني أصداء إيجابية في واشنطن، وقال وزير الخارجية جون كيري إن تصريحاته «إيجابية جداً ولكن علينا أن نمتحن كل شيء لنرى إلى أين نصل». غير أن الإدارة الأميركية لمّحت للمرة الأولى إلى إمكان لقاء أوباما روحاني في نيويورك، إذ قال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن هذا اللقاء «ممكن، ولطالما كان كذلك، واليد هنا ممدودة منذ وصول الرئيس (أوباما ) إلى السلطة». لكنه استدرك قائلاً: «الأفعال أهم من الأقوال»، مشيراً إلى استعداد أوباما لمفاوضات ثنائية، فقط إذا كانت طهران جدية في التخلي عن التسلح النووي. مع ذلك، استبعد مراقبون لقاء أوباما - روحاني في نيويورك علماً أنهما يتوجهان بخطابهما إلى الجمعية العامة في اليوم ذاته، أوباما صباح الثلثاء وروحاني بعد الظهر. وتتداول فكرة مصافحة بينهما في أروقة الأممالمتحدة، وفي حال حصلت، تكون الأولى من نوعها منذ لقاء الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر بشاه ايران عام 1977. ويقول مشككون إن أوباما سيواجه انتقادات في الكونغرس في حال مصافحة روحاني، خصوصاً بعد تصويت 400 نائب اميركي (في مقابل 20) لمصلحة تشديد العقوبات على طهران، وهذا حصل بعد انتخاب روحاني. كما تعمل مجموعات قريبة من إسرائيل لإبقاء الضغط على ايران، وقدمت إحدى هذه المجموعات اعتراضاً لفندق «وان يو أن» في نيويورك لاستضافته روحاني. كما ستتصدر إيران محادثات أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نهاية الشهر الجاري وسط تشكيك الأخير بنيات روحاني واصفاً إياه بأنه «مخادع». وفي باريس، قال مصدر في الرئاسة الفرنسية ان الرئيس فرانسوا هولاند يلتقي الرئيس الايراني بعد ظهر الثلثاء. واضاف ان هولاند سيبلغ روحاني ضرورة ان يعطي للاسرة الدولية وسائل التحقق من ان ايران لن تطور السلاح النووي. وبالنسبة الى الملف السوري، سيطلب هولاند من روحاني ان يلتزم كليا في المساهمة في البحث عن انتقال سياسي في سورية للتوصل الى حل سياسي. وقال المصدر ان باريس ترى ان ايران تلعب دورا سلبيا في عدد من الدول، في طليعتها سورية ولبنان وافغانستان، مشيرا الى ان هولاند سيثير هذه المواضيع مع نظيره الايراني.