كثف الرئيس الإيراني حسن الروحاني رسائله الإيجابية إلى واشنطن، ممهداً لحوار مباشر معها. واكد، في تصريحات، إن بلاده لن تسعى أبداً إلى حيازة سلاح نووي وانها لا تريد الحرب مع أي بلد. فيما علمت «الحياة» في باريس، من مصادر ديبلوماسية ايرانية، ان ثمة لقاء مرتقبا في نيويورك بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره الايراني. وربطت مصادر مطلعة في طهران تصريحات روحاني ب «رسالة ثانية» تسلمها من الرئيس باراك أوباما طالب فيها الأخير نظيره الإيراني بإعلان أن بلاده لا ترغب في إنتاج أسلحة نووية أو استخدامها، تمهيداً لتحقيق انفراجة في العلاقات الثنائية، عشية مشاركة الرئيسين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل. وأبلغت مصادر مطلعة في طهران «الحياة» أن الرئيس الإيراني لا يستبعد لقاء أوباما في نيويورك، بعد تأكيده في حديث إلى قناة «أن بي سي» الأميركية بث أمس، «عدم رغبة إيران في حيازة قنبلة ذرية لا في الوقت الراهن ولا في المستقبل، مضيفاً: «نحن نسعى إلى الاستخدام السلمي للتقنية النووية. قلنا مرات عدة، إننا لا نرغب في حيازة سلاح نووي ولا أي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل ولن نفعل ذلك مطلقاً تحت أي ظرف». وتعتقد مصادر إيرانية أن فرصة اللقاء مع مسؤولين أميركيين كانت موجودة خلال رئاسة الرئيس محمد خاتمي، لكنه «لم يكن يملك الضوء الأخضر من القيادة الإيرانية آنذاك»، في حين أن الفرصة سانحة لروحاني بعد حصوله على ضوء أخضر من مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي في إطار سياسة «المرونة» التي دعا إليها. وفي رسالة واضحة إلى الإدارة الأميركية، قال الرئيس الإيراني إن حكومته «تريد الخوض في (مفاوضات) الملف النووي بكامل قدرتها وصلاحياتها». وشدد على أن «المشكلة ليست من جانبنا، نحن نملك الإرادة السياسية الكاملة للحل». وأكد روحاني، في المقابلة، أن إيران «لا تريد الحرب مع أي بلد. نريد السلام والصداقة مع دول منطقتنا». ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد، على غرار سلفه محمود أحمدي نجاد، أن محرقة اليهود خرافة، أجاب روحاني: «لست مؤرخاً، أنا سياسي». وتابع: «المهم بالنسبة إلينا هو تقارب الشعوب وقدرتها على تجنب أي تعد أو ظلم». وترافقت إشارات روحاني الخارجية مع خطوات إيجابية في الداخل، تجسدت في إطلاق سراح 13 معتقلاً سياسياً إصلاحياً، بينهم المحامية نسرين ستودة والصحافيتين مهسا امرابادي ومحبوبة كرمي. واعتبر الإصلاحيون في إيران هذه الخطوة بمثابة «مصالحة وطنية»، وراهنوا على استكمالها بإطلاق القياديين المعتقلين مير حسين موسوي ومهدي كروبي. كما رحبت لندنوواشنطن بإطلاق المعتقلين، فيما كانت ملفتة إشادة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن بتصريحات الرئيس الإيراني في شأن الملف النووي. واعتبر راسموسن أن من مصلحة طهران «التعاون مع المجتمع الدولي». وفي نيويورك، جمع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ممثلي نح مئة دولة على مستوى السفراء في غداء عمل أقامه، افتتاحاً لحركة ديبلوماسية إيرانية نشطة عشية انطلاق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشارك عشرات السفراء والديبلوماسيون الغربيون والعرب في المأدبة، بينهم سفراء من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، في وقت أكدت مصادر ديبلوماسية أن لقاء ظريف ونظيره البريطاني وليام هايغ سيعقد الإثنين. ووصفت أوساط الأممالمتحدة الحضور الإيراني في الجمعية العامة بأنه سيتميز «بصعود نجم الرئيس روحاني بشخصيته التواصلية المناقضة لصورة سلفه محمود أحمدي نجاد». ومن المقرر أن يتحدث روحاني في لقاءين في نيويورك في كل من مؤسسة «مجلس العلاقات الخارجية» الأميركية ومؤسسة «مجتمع آسيا». وأجرى ظريف محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال إنها تناولت «الملف النووي وقضايا عدة أخرى». فيما قال بان إنه أبلغ ظريف «ترحيبي بجهود الحكومة الإيرانية الجديدة بتعزيز الحوار مع المجتمع الدولي» وأنه «ممتن لاتخاذ الحكومة الإيرانية خطوات أساسية تنفيذاً لوعود الرئيس حسن روحاني خلال حملته الانتخابية». وحيا «إطلاق الحكومة الإيرانية 12 سجينا سياسيا وعدداً من نشطاء حقوقيين وصحافيين».