أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد أيام على تأكيده تبادل رسائل مع نظيره الإيراني حسن روحاني، إلى «وجود فرصة للديبلوماسية» لحل أزمة الملف النووي لطهران، ليفسح في المجال أمام حوار أميركي – إيراني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل. وإذ استبعد مسؤولون أميركيون لقاء أوباما وروحاني، أكدوا تزايد احتمالات إجراء محادثات على مستوى وزيري خارجية البلدين، سواء في شكل «عفوي» أو أثناء اجتماعات مجموعة الدول الست (5 +1) في نيويورك في 26 الشهر الجاري. وأبلغت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان «الحياة» أن «لا خطط حالياً للقاء الرئيسين» الأميركي والإيراني في الأممالمتحدة. لكنها قالت: «نأمل بأن تنخرط الحكومة الإيرانية الجديدة في شكل جدي (في المفاوضات مع الدول الست في نيويورك)، في شكل يتيح الوصول إلى حل ديبلوماسي يشمل كل المسائل التي تقلِق المجتمع الدولي وفي مقدمها البرنامج النووي الإيراني». ولفتت إلى أن «واشنطن مستعدة للانخراط في حوار مع حكومة روحاني على أساس الاحترام المتبادل للتوصل إلى حل سلمي للملف النووي». وقد ينطلق هذا الحوار في نيويورك، مع تأكيد مسؤولين غربيين لموقع «آل-مونيتور» أن وزراء خارجية الدول الست يعدون لاجتماع محتمل يحضره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وذلك مع ظهور نتائج إيجابية متوقعة لاجتماعه مع ممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، الاثنين المقبل. في غضون ذلك، يعقد ظريف اجتماعات ثنائية في نيويورك مع وزيري الخارجية البريطاني وليام هيغ والروسي سيرغي لافروف. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن ليس هناك أي اجتماع على جدول أعمال وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع ظريف، علماً أن أوباما وروحاني سيخاطبان الجمعية العامة في اليوم ذاته (الثلثاء المقبل)، ما يترك الباب مفتوحاً أمام حديث أو مصافحة عفوية بين الرجلين في أروقة الأممالمتحدة. وأشار أوباما في مقابلة مع شبكة «تيليموندو» التلفزيونية الناطقة بالإسبانية أول من أمس، إلى رغبته في اختبار اهتمام روحاني كما يبدو، ببدء حوار مع الولاياتالمتحدة. وقال: «سنحت هنا فرصة للديبلوماسية، أرجو أن ينتهزها الإيرانيون... يبدو أن روحاني الرئيس الجديد، شخص يتطلع إلى بدء حوار مع الغرب والولاياتالمتحدة على نحو لم نشهده من قبل، لذا نود أن نختبر هذا». في الوقت ذاته، أبدى رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي تفاؤله أمس، بأن يشهد هذا العام حلحلة في مسار المفاوضات مع الأسرة الدولية. وأشار إلى أجواء إيجابية خيّمت على مداولات الملف الإيراني في الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي عقد بداية الأسبوع في فيينا. ووصف صالحي لقاءه مدير الوكالة يوكيا أمانو على هامش الاجتماع ب «الإيجابي»، لافتاً إلى أن جولة جديدة من المفاوضات مع الوكالة الذرية ستعقد في فيينا في 27 الشهر الجاري، لدرس القضايا العالقة. وعلى رغم نفي صالحي علمه بمضمون تقارير تحدثت عن استعداد بلاده لإغلاق منشأة «فوردو» التي تعمل على تخصيب مرتفع لليورانيوم، في مقابل إلغاء العقوبات الاقتصادية، فان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي رأى أن تعليق العمل في تلك المنشأة يجب أن ينسجم مع المصالح الوطنية الإيرانية وأن يكون هناك مبرر، لإقناع الشعب الإيراني بذلك. ولفتت مصادر إيرانية مطلعة إلى أن روحاني ذكر خلال حملاته الانتخابية أنه يؤيد استمرار البرنامج النووي على وتيرته، شرط استمرار عجلة العمل في مصانع إيران، في إشارة واضحة إلى رغبته في عدم توقف عجلة الحياة الاقتصادية بسبب البرنامج.