أرملة تائهة، يعتريها الخوف وتحيط بها الهموم، ولا تفارق عينيها الدموع، تبكي لأنها لم تجد من يواسيها سوى الدموع. فابنها الوحيد طريح الفراش، وبناتها الثلاث مستقبلهن في مهب الريح، خصوصاً بعد وفاة والدهن. وسيطرت الأحزان على أم فهد، بعد تعرض ابنها إلى حادثة مرورية، نتجت عنها إصابته بكسور متعددة في مناطق مختلفة من جسده، وهو مهدد بالإعاقة الدائمة. ارتبكت حياتها واختلطت لديها مشاعر الحزن والبؤس والخوف، تمضي يومها تدعو الله أن يحفظ لها فلذة كبدها، خصوصاً أنها كانت تعقد عليه آمالاً كبيرة في تحسين وضعهم المادي. وتقول أم فهد: «ما زال ابني في قسم العناية المركزة في أحد المستشفيات منذ أكثر من عام»، موضحة أن وضعه الصحي يتحسن ولكن ببطء شديد. لم تجف عيناها من الدموع طوال حديثها، وتعود بالذاكرة إلى الوراء وتحديداً يوم حادثة ابنها: «كان ابني يبحث عن وظيفة تلك الأيام، وخرج من المنزل صباحاً، واصطدم بسيارة أخرى عند إشارة مرورية»، لافتة إلى أن الحادثة كانت قوية ولم تصدق أنه بقي على قيد الحياة، خصوصاً في الأيام الأولى لدخوله المستشفى. وتتابع أم فهد: «لم يقصر المسؤولون في وزارة الصحة أو في المستشفى الذي يرقد ابني فيه»، مستدركة: «اطمأننت على حياة ابني، إلا أن ما يخيفني هو وضعه الصحي، فالأطباء أخبروني أنه سيعيش بقية حياته معوقاً، وما يقلقني أن وضعه النفسي سيئ للغاية بعد علمه بالأمر». وتوضح بصوت مبحوح: «الله وحده يعلم كم أعاني من أجله، إذ عاش معظم حياته يتيم الأب». ولا تخفي أم فهد أنهم يعيشون أوضاعاً مادية سيئة للغاية، «توقفت بنا الحال وصرنا نعيش على الكفاف وأقل من ذلك، نتظاهر أمام الآخرين بأن أحوالنا جيدة، ولكن ظروفنا تزداد سوءاً يوماً بعد الآخر، إلى درجة أنني أصبحت أخاف على مستقبل بناتي». وتأمل أم فهد من فاعلي الخير مساعدتها ومساعدة بناتها وتأمين مستقبلهن حتى يعتمدن على أنفسهن.