قدم زوجي إلى السعودية قبل نحو 30 عاماً للعمل فيها وكسب لقمة العيش، ومنذ ذلك الحين وهو يعيش على هذه الأرض الطاهرة، إذ يعمل بمهنة سائق في إحدى المؤسسات الوطنية. أنجبت من زوجي خلال مسيرة زواجنا ست فتيات جميعهن ولدن في السعودية، وقمنا بتربيتهن بفضل من الله سبحانه وتعالى، ولم تبخل علينا هذه الأرض بأي شيء، بل كانت وأهلها عوناً لنا بعد الله في تربية بناتنا وتعليمهن. كان زوجي ينوي العودة إلى بلده مصر وقضاء بقية عمره بين أهله بعد رحلة طويلة من الجهد طوال ثلاثة عقود، إلا أن المرض لم يمهله، فقد فاجأه مرض تليف الكبد منذ نحو ثلاثة أعوام، وبعد إجراء الفحوصات تبيّن أن المرض بلغ مراحل متقدمة يصعب معها العلاج، هذا عدا عن إصابته بمرض السكر. بعد مراجعات متكررة إلى المستشفيات وفحوصات مختلفة أسهمت في تردي حاله الصحية، أكد الأطباء على ضرورة إجراء جراحة لزراعة الكبد، بعد أن أوضحوا أن العلاج الذي يخضع له حالياً لن يجلب أي نتيجة إيجابية. ما أحبطنا أن الأطباء في مصر ذكروا أن كلفة الجراحة تتجاوز مبلغ 500 ألف جنيه مصري، علاوة على ضرورة إيجاد متبرع، ولدي وبناتي الاستعداد للتبرع. هذا الوضع المزري الذي نعيشه، جعل زوجي طريح الفراش لا يقوى حتى على الوقوف إلا بمساعدتنا، كما أجبرتني الظروف المالية الصعبة التي نعيشها جراء مرض زوجي على العمل، خصوصاً أن بناتي ما زلن طالبات في مراحل التعليم المختلفة. لقد سيطر الحزن على أسرتنا التي تخلو من رجل سوى زوجي، وتملكتنا الحيرة، ولم نعد نعرف كيف نتصرف أو نتعايش مع هذه الظروف، وكيف نهتم بتفاصيل حياتنا اليومية في ظل مرض زوجي الذي يهدد حياته. كما أنني حزينة لعدم اكتمال حلم زوجي بأن يعيش بقية حياته في هناء وسعادة بين أقاربه، وأيضاً للحال البائسة التي تعيشها بناتي قليلات الحيلة، فقد بدأت ألاحظ تأثير ذلك على تحصيلهن الدراسي. إنني ومن خلال «الحياة» آمل من فاعلي الخير في هذا البلد المعطاء، إنهاء معاناة أسرتنا وإعادة البسمة إلى شفاه زوجي وبناتي، وذلك بدفع كلفة جراحة لزراعة الكبد في أقرب وقت ممكن، فليس لنا بعد الله سبحانه وتعالى من ناصر سوى من الباحثين على الأجر والمثوبة من الله.