تحت سقف الفقر والعوز، تعيش أم تركي حياة مأساوية صعبة للغاية .. فقد أظلمت الحياة في عينيها، وخيم عليها جو من الحزن والتعب والشعور بالوحدة، فبعد أن كوتها نيران الفقر وتربصت بها ظروف الحياة .. بدت أكبر أحلامها لا تتعدى الحصول على منزل صغير تعيش فيه مع ابنتها ما بقي لهما من حياتهما بأمان، .. أم تركي مواطنة خمسينية مطلقة تلخص معاناتها فتقول :» أعول ابنتي المعاقة التي تعرضت لحادث مروري قبل عشرين عاما، والتي لا أملك لها إلا الدعاء بالشفاء العاجل من رب رحيم بالعباد، ولقد تخلى عني زوجي وطلقني ولم يذكر في يوم من الأيام أن له ابنة تجلس على كرسي متحرك، وترك على عاتقي مسؤولية الاعتناء بابنتي التي تعرضت لحادث مروري شنيع في بداية عمرها عندما كانت تبلغ عامين، وهذا ما جعلها تعاني من شلل نصفي سفلي مكتمل أصبحت غير قادرة على الوقوف أو المشي مع فقدانها الإحساس والشعور تحت مستوى الفقرة الظهرية الخامسة في العمود الفقري والتي لا تستطيع الحركة الآن إلا بمساعدتي». وتواصل أم تركي سرد معاناتها ودموعها لا تكاد تجف من خديها فتقول :» لا أستطيع القيام برعاية ابنتي بنفسي بسبب كبر سني فأنا عاجزة على متابعتها والقيام بمتطلباتها اليومية، ونحن نسكن في شقة في الدمام، ويقوم فاعل خير بتحمل دفع الإيجار عنا، ولكن تزداد المعاناة عندما يتأخر في الدفع، وهذا ما جعل صاحب العمارة يهددنا بالطرد من المنزل وفصل التيار الكهربائي عن المصعد والذي تعتمد عليه ابنتي في تنقلها وخروجها من المنزل إلى المستشفى للعلاج»، وتضيف أم تركي :» لا أتقاضى من الضمان الاجتماعي سوى مبلغ قليل لا يتجاوز 800 ريال والذي لا يكاد أن يكفي سوى أيام وجيزة، وينتهي بسبب ظروف غلاء المعيشة التي نشهدها في وقتنا الحاضر، وكذلك توفير متطلباتنا من أكل وشرب وملبس علاوة على صرف مبلغ يومي على استئجار وسيلة مواصلات ( ليموزين ) للذهاب بابنتي لتلقي العلاج في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، وهذا فضلا عن أني لا أملك قوت يومي بينما أحاول جمع مبلغ من المال عن طريق بعض الجيران ومن بعض أهل الخير في الحي ليساعدنا على التغلب على وضعنا المعيشي الصعب»، وناشدت أم تركي ولاة أمر هذا الوطن العزيز والمحسنين من أهل الخير في تحسين وضعها المعيشي فقالت :» لا أريد سوى توفير شقة سكنية صغيرة أعيش مع ابنتي فيها ما تبقى لي من العمر، وتوفير فرصة علاج لابنتي في الخارج لتتمكن من الوقوف على رجليها من جديد، سائلة الله - عز وجل – أن يجزي من يساعدني كل خير وأن يجعل ذلك في موازين حسناته» .