شددت المملكة على تعاونها مع المجتمع الدولي في إحلال السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، التي تشهد تدهورًا، بخاصة بعد الأزمة في سورية وإمعان النظام في دمشق بقتل شعبه بجميع أنواع الأسلحة. وأكد نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، في كلمة المملكة أمام المنتدى الخليجي-السويسري في جنيف أمس (الثلثاء) أن السعودية من أكبر الدول المانحة وشريك رئيس في التنمية الدولية، وأنها لم تألُ جهدًا في دعم استمرار مسيرة النماء العالمي، موضحاً أن الرياض ستقف دائماً وأبداً مع مصر ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره. وأشار إلى تبني المملكة مبدأ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وحرصها على إيجاد آليات لتعميق التفاهم بين الشعوب وتعزيز التعاون والسلم القائم على الاحترام الديني والثقافي المتبادل بين المجتمعات الإنسانية، استناداً إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في 2008، التي أثمرت أخيراً افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمسوية فينيا، وفي ما يأتي نص كلمة المملكة أمام المؤتمر - بحسب وكالة الأنباء السعودية -: إن علاقات المملكة العربية السعودية وسويسرا اتسمت منذ تأسيسها بالعمق والمتانة والتواصل الدائم بين حكومتي وشعبي البلدين، وهو ما ينعكس إيجاباً على العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية منها، خصوصاً في قطاعات الصناعات الكيماوية والأدوية والمنتجات الصيدلانية، وكذلك في مشاريع نقل الطاقة وتطويرها ولاسيما في مجال الكهرباء، إضافة إلى قطاع الخدمات مثل المؤسسات المالية والاستشارات التقنية، وفي هذا السياق بلغ حجم التبادل التجاري نحو أربعة بلايين دولار، وهو ما لا يرقى إلى مستوى طموحاتنا، ومن هذا المنطلق ندعو إلى زيادة النشاطات التجارية بين البلدين، خصوصاً في ظل تميز البيئة الاستثمارية في المملكة بالتطور المستمر، وهو أمر يمثل عامل جذب مهم للاستثمار الأجنبي. المملكة تتصدر دول العالم في التبرعات تعد المملكة من أكبر الدول المانحة وشريكاً رئيساً في التنمية الدولية، إذ أكد التقرير الصادر عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المملكة تتصدر دول العالم بالتبرعات الخيرية لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية لعام 2008، ويقدر إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة للدول النامية خلال ال30 عاماً الأخيرة أكثر من 103 آلاف مليون دولار استفادت منها 95 دولة نامية، وبما يتجاوز النسبة المستهدفة للعون الإنمائي من الأممالمتحدة من الناتج المحلي الإجمالي للدول المانحة البالغة 0.7في المئة. مواجهة الإرهاب الدولي إن ظاهرة الإرهاب الدولي باتت مصدر خطر على الجميع، وما زالت الأعمال الإرهابية تختبر تصميمنا على محاربتها وتمتحن عزيمتنا في التصدي لها. وإن المملكة باعتبارها من الدول المستهدفة بالإرهاب دانت الإرهاب بكل أشكاله وصوره، وحققت نجاحات ملموسة في التصدي له ولله الحمد، وانضمت إلى كافة الاتفاقات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، وعقدت المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بمدينة الرياض 2005 الذي تبنى مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، إذ إن تبادل المعلومات في وقت باكر والخبرات هما الطريق الأمثل لاستباق خطط الإرهابيين الشريرة وتجفيف مصادر تمويلهم ومواجهة فكرهم المتطرف، كما أعلن خادم الحرمين الشريفين أخيراً عن تبرع المملكة بمبلغ 100 مليون دولار لدعم أعمال المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وتفعيله تحت مظلة الأممالمتحدة . حقوق الإنسان لقد حققت المملكة العربية السعودية ولا تزال في مجال حقوق الإنسان إنجازات عدة مستمدة من المبادئ والتشريعات الإسلامية السمحة باعتبارها دستوراً لها. وتمشياً مع التطورات الدولية في هذا المجال فقد قامت المملكة خلال العقدين الماضيين بالانضمام إلى العديد من الاتفاقات الدولية والإقليمية الرئيسة لحقوق الإنسان، وإلى عدد من الأجهزة الدولية لحقوق الإنسان، وإنشاء الهياكل الوطنية الرئيسة الحكومية وغير الحكومية لحقوق الإنسان، والعديد من الانجازات والجهود في مجال حقوق ووضع المرأة وحقوق الطفل داخلياً ودولياً، وموافقة خادم الحرمين الشريفين على برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان بالمملكة، وتعزيز ودعم علاقة المملكة بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومساهمة المملكة في البرامج الإنسانية التنموية الدولية وبما يتفق مع إعلان الأهداف التنموية للألفية التابعة للأمم المتحدة، إذ أعلنت المملكة تقديمها مليون دولار سنوياً ولمدة خمسة أعوام لدعم أنشطة وبرامج المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لأجل تعزيز مجال حقوق الإنسان. تحقيق السلام في المنطقة تعيش منطقة الشرق الأوسط منذ عقود في اضطراب وعدم استقرار، وتدركون أن من أهم أسباب هذه الأوضاع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وعلى رغم كل المبادرات التي طرحتها الدول العربية لإحلال السلام في المنطقة إلا أن إسرائيل ضربت عرض الحائط بكل محاولات التسوية وإعادة الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدسالشرقية، ويزيد من إصرارها في تأزيم الوضع بناء المستوطنات في محاولات دؤوبة لزيادة الاستيطان وقطع كل الآمال في دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً ينعم فيها الشعب الفلسطيني بالحياة الكريمة مثل بقية شعوب العالم. ومما زاد من تدهور الأوضاع في المنطقة اشتعال الأزمة في سورية وإمعان النظام السوري في زيادة القتل للشعب السوري بجميع أنواع الأسلحة، ومما زاد في مأساة هذا الشعب الباحث عن الحرية وحقوقه تقاعس المجتمع الدولي وعدم الوقوف بحزم تجاه ما يجري في سورية. من جانب آخر، تنظر السعودية إلى ما شهدته مصر من أحداث وتطورات بلغت حداً من الحرب في الشوارع وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وترويع الأمن والمواطنين وإزهاق الأرواح البريئة. وتستغرب في الوقت نفسه وبأسف شديد ما رأته من مواقف دولية سلبية لم تبن على فهم دقيق وواقعي لمجريات الأحداث وتطوراتها الحقيقية، مؤكدة للجميع أن السعودية ستقف دائماً وأبداً مع مصر، ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه و استقراره.