قال نائب وزير الخارجية، الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، إن المملكة تستغرب وبأسف شديد ما رأته من مواقف دولية سلبية تجاه الأوضاع في مصر لم تُبنَ على فهم دقيق وواقعي لمجريات الأحداث وتطوراتها الحقيقية. وأكد الأمير عبد العزيز بن عبد الله، في كلمةٍ له خلال المنتدى الخليجي السويسري الذي بدأت فعالياته اليوم الثلاثاء في جنيف، أن المملكة ستقف دائما وأبدا مع مصر ولن تتهاون في مساندة شعبها لتحقيق أمنه واستقراره، مضيفاً أن الرياض تنظر إلى ما شهدته مصر من أحداث وتطورات بلغت حدا من الحرب في الشوارع وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين وإزهاق الأرواح البريئة. ووصف ظاهرة الإرهاب الدولي ب "مصدر خطر على الجميع"، وقال إن الأعمال الإرهابية ما زالت تختبر تصميمنا على محاربتنا وتمتحن عزيمتنا على التصدي لها. وأضاف قائلاً"إن بلادي باعتبارها من الدول المستهدفة بالإرهاب، أدانته بكل أشكاله وصوره وحققت نجاحات ملموسة في التصدي له وانضمت إلى كافة الاتفاقيات الدولية المعنية بمكافحته". وذكر أن المملكة عقدت المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في مدينة الرياض عام 2005 الذي تبنى مقترح خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، ولفت إلى تقديم المملكة 10 ملايين دولار لإنشاء المركز ثم التبرع ب 100 مليون دولار لدعم أعماله وتفعيله تحت مظلة الأممالمتحدة. واعتبر أن من المهم في هذا الصعيد إعادة التأكيد على أنه لا يوجد دين يدعو إلى الإرهاب وأن الأديان كلها تدعو إلى القيم النبيلة والتسامح والتعاون والحوار البناء لصالح المجتمع البشري ولا يصح تحميلها أوزار بعض الضالين من المنتسبين إليها. وأشار نائب وزير الخارجية إلى تحقيق المملكة إنجازات عديدة في مجال حقوق الإنسان مستمدة من المبادئ والتشريعات الإسلامية السمحة باعتبارها دستورا لها. وقال "تمشياً مع التطورات الدولية في هذا المجال، قامت المملكة خلال العقدين الماضيين بالانضمام إلى عديد من الاتفاقيات الدولية والإقليمية الرئيسة لحقوق الإنسان، وإلى عدد من الأجهزة الدولية لحقوق الإنسان، وإنشاء الهياكل الوطنية الرئيسة الحكومية وغير الحكومية لحقوق الإنسان، وعديد من الإنجازات والجهود في مجال حقوق ووضع المرأة وحقوق الطفل داخلياً و دولياً". وأبدى نائب وزير الخارجية أسفه لما تعيشه منطقة الشرق الأوسط منذ عقود في اضطراب وعدم استقرار، وقال"تدركون أن من أهم أسباب هذه الأوضاع هو الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ورغم كل المبادرات التي طرحتها الدول العربية لإحلال السلام في المنطقة، إلا أن إسرائيل ضربت بعرض الحائط كل محاولات التسوية وإعادة الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدسالشرقية، ويزيد من إصرارها في تأزيم الوضع بناء المستوطنات في محاولات دؤوبة لزيادة الاستيطان وقطع كل الآمال في دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً ينعم فيها الشعب الفلسطيني بالحياة الكريمة مثل بقية شعوب العالم". واعتبر أن ما زاد من تدهور الأوضاع في المنطقة اشتعال الأزمة في سوريا وإمعان النظام السوري في زيادة القتل للشعب السوري بجميع أنواع الأسلحة، ورأى أن ما زاد في مأساة هذا الشعب الباحث عن الحرية وحقوقه تقاعس المجتمع الدولي وعدم الوقوف بحزم تجاه ما يجري في سوريا. في سياقٍ آخر، أكد نائب وزير الخارجية أن المملكة تعد من أكبر الدول المانحة وشريكاً رئيساً في التنمية الدولية حيث أفاد التقرير الصادر عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المملكة تتصدر دول العالم في التبرعات الخيرية لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية لعام 2008، ويقدر إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة للدول النامية خلال الثلاثين عاماً الأخيرة أكثر من 103 آلاف مليون دولار استفادت منها 95 دولة نامية، وبما يتجاوز النسبة المستهدفة للعون الإنمائي من قِبَل الأممالمتحدة من الناتج المحلي الإجمالي للدول المانحة البالغة 0.7%. وخلال وجوده في جنيف، زار الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز اليوم القنصلية العامة، وكان في استقباله القنصل العام، صلاح عبد الله المريقب، وأعضاء القنصلية، واطّلع خلال الزيارة على سير أعمال القنصلية، واطمأن على أحوال الموظفين، وحثهم على حُسن أداء العمل الموكل إليهم وتمثيل المملكة خير تمثيل. جنيف | واس