حذرت روسيا أمس من أن تدخلاً عسكرياً في سورية سيوجه «ضربة خطيرة» للنظام العالمي القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة، مشيدة برفض البرلمان البريطاني مثل هذه العملية. وقال المستشار الديبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف للصحافيين إن «مثل هذه التحركات التي تتجاوز مجلس الأمن الدولي، إذا جرت ستشكل مساساً خطيراً بالنظام القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة وضربة خطيرة (...) للنظام العالمي». ورحب أوشاكوف برفض مجلس العموم البريطاني مساء الخميس أي تدخل عسكري ضد سورية، معتبراً أن «هذا يعكس رأي غالبية البريطانيين والأوروبيين». وقال: «يبدو لي أن الناس بدأوا يدركون مدى خطورة هذه السيناريوات، خصوصاً حين لا يكون هناك تفويض» باستخدام القوة من مجلس الأمن، مؤكداً أن بلاده «تعمل بجد لتجنب سيناريو (التدخل) العسكري في سورية». من جهته، جدد نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف معارضة روسيا «أي قرار في مجلس الأمن الدولي ينص على إمكان استخدام القوة». وكان اجتماع ثان للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن فشل أول من أمس في التوصل إلى اتفاق حول صيغة قرار اقترحتها بريطانيا في شأن اتخاذ عمل ضد النظام السوري بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وجرى الاجتماع بناء على طلب روسيا. وأوضح ديبلوماسي أنه «لم يحصل توافق في وجهات النظر» بين موسكو والبلدان الثلاثة (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا). وأضاف أن «الروس عرضوا وجهة نظرهم التي لم تتغير» ولم يتم تحديد أي موعد لاجتماع جديد. وفي وارسو، أكدت وزيرة الخارجية البولندية رادوسلاف سيكورسكي الجمعة أن روسيا تشارك في تحمل مسؤولية السلاح الكيماوي السوري الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية ويمكن أن تمارس نفوذها لدى الرئيس بشار الأسد. وقالت سيكورسكي في تصريح على هامش جلسة للبرلمان إن «روسيا دأبت على إعلان معارضتها استخدام الأسلحة الكيماوية، لكننا نعرف تمام المعرفة أن السلاح السوري يعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي السابق، إنها التقنية السوفياتية». وأضافت: «أعتقد أنه إذا ما أعلنت روسيا استعدادها لتأمين سلامة السلاح الكيماوي السوري، يمكن أن يؤثر ذلك على تطور الوضع». وفي بكين، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس إن تحديد الحقائق يجب أن يكون شرطاً مسبقاً لاتخاذ أي إجراء في سورية. وأضاف وانغ أنه ينبغي عدم الاندفاع لإرغام مجلس الأمن على اتخاذ إجراء ضد سورية قبل أن ينتهي خبراء المنظمة الدولية من تحقيق في مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية، محذراً من أن أي إجراء منفرد لن يساعد في حل الأزمة. وفي تعليقات نشرتها «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) أبلغ وانغ الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في اتصال مماثل أن بلاده «تدعم بشكل كامل تحقيقاً مستقلاً وموضوعياً بمعزل عن ضغط أو تدخل خارجي. وأضاف: «قبل أن يتوصل التحقيق إلى ما حدث فعلاً ينبغي لجميع الأطراف أن تتفادى استباق النتائج وبالتأكيد يجب عليها ألا تدفع بقوة مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراء». وأوضح أن بلاده تعتقد بأن «القوة العسكرية لن تساعد في حل المشكلة السورية وستؤدي فقط إلى تفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط. الحل السياسي ما زال هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة». وفي برلين، أكد ناطق باسم الحكومة الألمانية أن بلاده لن تشارك في تدخل عسكري في سورية، وقال في مؤتمر صحافي: «لم يطلب منا» المشاركة «ولا نفكر» في ذلك. ونقل الناطق حرفياً تصريحات وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله في مقابلة تنشرها صحيفة «نوي أوسنابروكر تسايتونغ» المحلية اليوم. وقال إن «وزير الخارجية تحدث باسم الحكومة الألمانية». وقال فسترفيله: «نصر على أن يتوصل مجلس الأمن إلى موقف مشترك وأن ينهي المفتشون الدوليون عملهم في أسرع وقت ممكن».