أعلن رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم أمس أن الاستعدادات جارية «لتحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي»، فيما أكدت مصادر في المدينة أن التنظيم أجرى تغييرات في مواقعه القيادية في عدد من المدن التي يسيطر عليها. من جهة اخرى، قتل 24 عراقياً أمس في تفجيرات ضربت بغداد ومحيطها، مستهدفة تجمعات لإحياء ذكرى عاشوراء. وقال مصدر في الموصل ل «الحياة» أمس إن «داعش يعيش أسوأ أوضاعه في المدينة، بعد قتل وإصابة المئات من عناصره»، وأشار إلى أن «مئات من المسلحين وصلوا إلى الموصل، منذ يومين، قادمين من صلاح الدين بعد تعرضهم لهجمات من قوات الأمن». وأضاف المصدر أن «عناصر مقربة من التنظيم يتناقلون في ما بينهم أحاديث عن إقدام زعيمهم أبو بكر البغدادي على إجراء تغييرات في المواقع القيادية، وطرد عدد من القادة نهائياً، وتغيير والي صلاح الدين أبو نبيل زيد وتولية أبو خطاب الدليمي بدلاً منه». وأضاف إنه تم استبدال القائد العسكري في «ولاية صلاح الدين كامل الأسودي، بابي شبل المجمعي، وتعيين أبو العلاء العفري نائباً له، بدلاً من أبي علي الأنباري، وتعيين أبو عبد الله المياحي مسؤولاً عاماً للهيئات الشرعية، بدلاً من أبي محمود اللامي الذي تم أعتقاله أخيراً». إلى ذلك، قال سعد البدران، وهو أحد شيوخ عشائر الموصل ل «الحياة» أمس إن «مسؤولين محليين وشيوخ عشائر ووجهاء من المدينة عقدوا سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الحكومة ومسؤولين أميركيين تناولت طريقة طرد التنظيم من المدينة». وأوضح أن هناك «اتفاقاً أولياً على أن تكون القوة التي ستقتحم المدينة من أبنائها، وعلى أن يكون دور القوات الاتحادية أو البيشمركة الدعم والإسناد»، وأشار إلى أن «هناك فصائل مسلحة تجري اتصالات معها لإقناعها بالانضمام إلى التحالف ضد داعش». وأشار إلى أن «هذه الفصائل خائفة حاليا من إجراءات الحكومة مستقبلاً، أكثر من خوفها من داعش، وتخشى من اتهام عناصرها بالإرهاب، خصوصاً مع الفوضى التي شهدتها الموصل بعد سيطرة التنظيم عليها». ويجري وفد من مجلس محافظة نينوى لقاءات مع المسؤولين في بغداد منذ أيام تتناول مستقبل المحافظة ومشاكل نازحيها، والتقى الوفد أمس معصوم الذي قال في بيان إن «الاستعدادات والاتصالات جارية على أعلى المستويات لتوحيد جهود كل الأطراف لتحرير الموصل من دنس عصابات داعش الإرهابية». وأضاف أن «الموصل مهمة من النواحي التاريخية والسكانية، كونها مدينة صناعية، كما أنها فيها الكثير من الكفاءات والطاقات البشرية»، وزاد: «كونوا على ثقة من أننا معكم بمشاعرنا وجهودنا العملية لتحرير نينوى من الجماعات المتطرفة التي تروم تخريب هذا البلد وهدم حضارته». من جانبه، نقل الوفد، على ما جاء في البيان، صورة «مأسوية عن معاناة المواطنين وحياتهم المزرية في ظل الرعب الناتج من سيطرة الإرهابيين»، ولفتوا إلى «استمرار الجرائم التي ترتكبها العصابات المجرمة بحق المواطنين، لا سيما ضد المكونين الإيزيدي والمسيحي». ودعا الوفد إلى «تضافر الجهود والإسراع في تحرير الموصل وباقي المناطق التي يحتلها الإرهابيون»، مطالباً «بتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية الأساسية للنازحين والمهجرين خصوصاً ونحن على أبواب فصل الشتاء». وفي صلاح الدين، قال مصدر أمني إن الجيش شن هجوماً واسعاً للسيطرة على جسر الرادار في ناحية يثرب، جنوب تكريت، وهو من الجسور الإستراتيجية. وأضاف: «تم تفجير سيارة مفخخة، تحت السيطرة، وتفكيك خمس عبوات ناسفة زرعها تنظيم داعش لإعاقة تقدم القوات الأمنية». وأشار إلى أن قوات الأمن «أحبطت هجوماً لداعش على منطقة المالحة، جنوب شرقي قضاء بيجي، بعد يوم على نجاحها في دخول القضاء، وطهرت حي المصافي من عناصر التنظيم». إلى ذلك، أعلنت مصادر كردية أن قوات «البيشمركة» شنت أمس هجوماً من محاور عدة على قضاء سنجار الذي يسيطر عليه «داعش» منذ تموز (يوليو) الماضي، وأضاف إن «القوات تتقدم باتجاه مجمعات القيراون ودهولا والقحطانية، مستخدمة أحدث الأسلحة الثقيلة والخفيفة ضد عناصر التنظيم».