لطالما عزفت الطبيعة للإنسان أعذب الألحان. ولطالما استوحى من حفيف أشجارها وأصوات أرضها وتناغم نباتاتها، أنغاماً عذبة. هذا الانسجام المتفاعل بين الطبيعة والموسيقى، صار له عنوان في الخامس والعشرين من آب (أغسطس) الجاري، في «محمية أرز معاصر الشوف» في جبل لبنان. وهذا العنوان عبارة عن «نزهة موسيقية» يتجوّل خلالها الحاضرون بين أشجار الأرز والنباتات الفريدة، لينعموا بدفء الطبيعة ويتمتّعوا بأنغام أنواع كثيرة من الموسيقى، وليدعموا جمعيات تنموية وخيرية. في رعاية وزير الثقافة اللبناني غابي ليون، ستكون المحمية على موعد مع 13 فرقة موسيقية وعازفاً منفرداً، سيقدمون أنواعاً مختلفة من الموسيقى (كلاسيكية، جاز، بوب، روك، فولك، عربي) في عزف متواصل على 7 محطات غنائية من الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً. ستجتمع هذه الفرق لتؤدي أجمل ما عندها تحت أشجار الأرز الشامخة، والمهمة جذب الزوار إلى المحمية من خلال هذه التجربة الفريدة من نوعها. أما الهدف، فهو تجسيد العطاء في أسمى صوره، إذ يعود ريع الحفلات، لدعم مؤسسة «فرح العطاء» وجمعية «chance» التي تعنى بمساعدة الأطفال المصابين بالسرطان. هذا الربط بين الموسيقى والطبيعة والعطاء، لم يأت من طريق الصدفة. فقد أُعجب رجل الأعمال اللبناني رجا عبدالله المقيم في سويسرا بهذه التجربة الناجحة هناك، وقرر نقلها إلى لبنان، كما ذكرت لارا فحص المسؤولة الإعلامية لتظاهرة «نزهة موسيقية». وتضيف: «المشروع لا يبغى الربح المادي، فأسعار البطاقات رمزية لا تتعدى عشرة دولارات، فيما الدخول مجاني لكل الأطفال دون ال12 سنة». من بين أحضان الأرز ستطل مغنية الجاز اللبنانية الكندية رندة غصوب لتداعب بصوتها الناعم وأدائها السلس محبي موسيقى الجاز. أطلقت غصوب عام 2002 ألبومها الأول في عنوان «Pillow Talk» وحققت من خلاله نجاحاً واسعاً، أظهر جمالية صوتها وإحساسه الرخامي. وسبق لغصوب أن شاركت عام 2010 في مهرجان الزوق وفي مهرجانات بيت الدين عام 2012 إلى جانب فرقة «Dizzie Gillepsie». وفي نسختها الثانية ترحّب «نزهة موسيقية» بفرقة «Le BAM» التي تهدف إلى تعزيز التنمية ونشر الموسيقى في لبنان كأداة للتطوير التربوي والاجتماعي، من خلال التدريس المجاني لآلات النفخ والإيقاع للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 سنة. وسيكون الجمهور على موعد مع فرقة «الكمنجاتي» الفلسطينية، التي تهدف إلى إعطاء الأطفال فرصة للتفكير في شكل إيجابي وتعلمهم كيفية إعادة بناء الحضارة من خلال الفن. وتتكون الفرقة من 45 طفلاً تتراوح أعمارهم من 8 إلى 18 سنة. أما محبو الروك والبلوز، فستخصّص فرقة «نشاز» لهم، مقطوعات موسيقية على الطريقة اللبنانية تعكس واقع الشباب. أما الفِرق التي تسعى إلى الشهرة والتي تضم عازفين مغمورين، فمكانهم محفوظ في «نزهة» محمية أرز معاصر الشوف، ومنهم فرقةBEIRUT VOCAL» POINT» التي تضم مجموعة من المطربين الموهوبين الذين يدعمون القضايا الخيرية من خلال الحفلات. وسيقدم كل من كميل ولوري، وهما ثنائي غنائي وصديقان لا ينفصلان، معزوفات من موسيقى البوب في المحطة الثالثة من النزهة الموسيقية. وقد بدأ لعب الثنائي في لعب الموسيقى منذ سن الثانية عشرة، وكان آخر ظهور لهما في «مهرجان الموسيقى» في حزيران (يونيو) الماضي في وسط بيروت. الطبول الأفريقية ستُقرع في جبل لبنان، من خلال فرقة «جيبيبارا» (Jebebara) وهي مجموعة مختصة في أداء إيقاع الفن التقليدي للغرب الأفريقي (Tamtam). وسيستمتع هواة الموسيقى الكلاسيكية بعزف فرقة «BAROCK»، وهي مجموعة تتألف من 25 موسيقياً محترفاً. وسيكون للعازفين المنفردين حصة كبيرة في «النزهة»، إذ سيقدم عادل حرب مقطوعات من الفلامينكو الحزين والعاطفي كتبها العازف الأندلسي الشهير باكو دي لوتسيا. وسيحطّ الشاعر والملحن وعازف الغيتار والمغني ألين سيف، المعروف ب «Oak» رحاله في محمية أرز معاصر الشوف لاستكشاف الحقيقة، والشوق، والهوية، والحرب، والحب، والجمال وتدوين ذلك في موسيقاه. وذلك من خلال معزوفات مسجّلة في ألبومه الأخير «Between the Heart and the Mind» الذي صدر في سيدني. وستصحب المغنية اللبنانية الشابة جوي فياض الحضور إلى عالم أحلامها بعزفها على غيتارها جنباً إلى جنب مع الهارمونيكا. وسيعود بنا مارك نادر، وهو ملحن الفولك العربي، إلى الجذور مع أحدث ألبوم له. وتحت الأرزة المهيبة سيقرأ شعراء أجمل القصائد مع غسان علم الدين، تينا فيش، إدوارد عباس و «ولّاد». ولمحبي المتعة والسحر والبهلوانيات، اختارت «نزهة موسيقية» مدرسة «Cirqu'enciel» وهي المدرسة الأولى المخصّصة للسيرك في لبنان والشرق الأوسط، لتقدم عروضاً صامتة حية في قلب المحمية.