بيروت - أ ف ب - ستكون الموسيقى الإيطالية محور الدورة ال 17 ل «مهرجان البستان» الفني اللبناني الذي ينطلق في 17 شباط (فبراير) في بلدة بيت مري اللبنانية ويستمر الى 21 آذار (مارس) بعدما كرّس نفسه «تظاهرة للموسيقى الكلاسيكية». وقالت منسّقة المهرجان سمر مخيبر إن المهرجان الذي يقام هذه السنة تحت عنوان «الموسيقى أولاً»، «أعطى الأولوية للموسيقى الكلاسيكية منذ انطلاقته في العام 1994، ويتم تطعيمه دائماً بحفلات جاز أو رقص معاصر أو مسرحية». وأضافت: أن «هذا التخصص الكلاسيكي، يجعله مختلفاً عن بقية المهرجانات في لبنان، وباتت له مكانته في أجندة الموسيقيين الكلاسيكيين العالميين الذين يبدون رغبتهم في المشاركة فيه». وأوضحت ان المهرجان الذي يقام في فندق «البستان»، وبعض حفلاته تقام في صالات أخرى وفي كنائس، «يختار كل عام بلداً اوروبياً ويمحور حفلاته حول موسيقاه، وهذه السنة اخترنا الموسيقى الكلاسيكية الإيطالية». الأجواء الإيطالية موجودة في كل نشاطات المهرجان، أهمها أوبرا «حلاق اشبيلية» للمؤلف الموسيقي الإيطالي جواكينو روسيني وتؤديها «اوبرا دي روما» في 5 و6 آذار بقيادة المايسترو العالمي باولو اولمي، ومشاركة ستة مغنين ايطاليين. ويطل الأحد 21 شباط رباعي ساكسوفون ايطالي، مؤدياً موسيقى جاز كلاسيكية معروفة، علماً أن الفرقة قدمت أكثر من 400 حفلة موسيقية حول العالم. ولموسيقى الباروك الإيطالية حصة من المهرجان في 23 شباط ضمن «كونشيرتو دي كفالييري»، مع مقطوعات لأنتونيو فيفالدي واليساندرو سكارلاتي وأركانجيلو كوريلي، وسط ديكور يذكر بقصور البندقية وآلات من تلك الحقبة. وفي 25 و26 شباط رقص وحركة في اطار أوبرالي ايطالي النكهة، ضمن عرض «كونستانس» الراقص، وهو كناية عن لوحات راقصة مستوحاة من رواية «عاشق الليدي تشاترلي». في 27 شباط سيكون الجمهور اللبناني على موعد مع العازف الشاب اندريه غالو (20 سنة) الذي اعتلى اهم المسارح العالمية في ايطاليا وألمانيا. وفي الليلة نفسها جاز مع الرباعي لوكا كيارلا. ويخصص المهرجان حصة للترانيم الدينية في 28 من الشهر الحالي مع فرقة «ستايل انتيكو»، في كنيسة مار يوحنا الأثرية في مدينة جبيل. وفي اطار كنسي أيضاً، تستضيف كنيسة القديس لويس في وسط بيروت في 11 آذار كَوْرس «سانتا ماريا ماجوريه» الذي يضم أصواتاً ذكورية، في حفلة انشادية لترانيم من القرن العشرين. وفي 12 آذار في كنيسة مار يوسف، حفلة بعنوان «غلوريا» انطلاقاً من موسيقى مخصصة للقداس لفيفالدي وبوتشيني، بأصوات كل من مغني الأوبرا ايزابيلا باليرما وماريا توماسي وتوفيق معتوق. وتشارك جوقات لبنانية عدة في هذه الأمسية، من بينها كورس المعهد الوطني العالي للموسيقى وكورس الجامعة الأنطونية والعزف للأوركسترا الفيلهرمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المونسينيور فالنتين ميسيراكس. وفي الأول من آذار يُخصّص المهرجان لقاءً مع «كوميديا دل ارتي وأنتونيو فافا»، وفي الليلة نفسها تعزف مجموعة من الطلاب الشباب من معهد الموسيقى الوطني، مقطوعات لشوبان ضمن احتفالية مرور مئتي عام على ولادته. ويؤدي ثلاثي ديفيد الرومانسي الإيطالي في الثاني من آذار (مارس) مقطوعات لشوبرت وتشايكوفسكي على البيانو والكمان، والتشيللو. وبمبادرة من إدارة المهرجان يعطي قائد الغناء الأوبرالي جانلوكا مارسيانو خلال وجوده في لبنان، دروساً للراغبين في تعلم الغناء الأوبرالي، وفي نهاية الدورة، يقدم حفلة مع كورس مهرجان البستان. وتقول سمر مخيبر «انها مبادرة نقوم بها للمرة الثالثة، والدعوة مفتوحة لكل هاو يرغب في ان يغني، او ان يتعلم أصول الغناء في وقت قصير، خمسة دروس او عشرة تخول المشاركين احياء حفلة في 14 آذار». وفي 18 آذار هناك حفلة مخصّصة للعزف على الكمان وعلى البيانو لمقطوعات لتارتيني ورسبيغي وفيتالي وسواهم. أما في العشرين من الشهر ذاته فسهرة تعزف فيها باقة من التحف الموسيقية لرحمانينوف وبرامز وتشايكوفسكي، وعلى البيانو انريكو باتشي ترافقه الأوركسترا الفيلهرمونية الوطنية اللبنانية بقيادة فرنشيكو لانزيلوتا. وكانت الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية التي تأسست في العام 1998، وتشارك في مهرجان البستان منذ العام 2000، تحولت في تشرين الأول (أوكتوبر) 2009 الى أوركسترا فيلهرمونية، تضم أكثر من مئة عازف. وقالت مخيبر إن هذه الأوركسترا «تتمتع بمستوى جيد وعال، وإدارة المهرجان تفتخر بمشاركتها في احياء حفلات المهرجان هذه السنة». ويستضيف المهرجان الأوركسترا اللبنانية في حفلته الافتتاحية، وسيتولى قيادتها المايسترو الإيطالي المعروف عالمياً جوفاني باتيستا ريغون، وسيعزف الفنان الإيطالي الشاب دومينيكو نورديو على اوتار كمانه منفرداً في حفلة عنوانها «تحيا ايطاليا». ويتضمن برنامج الحفلة مقطوعات لروسيني وباغانيني ورسبيغي. وفي 19 شباط، تطل الأوركسترا نفسها بقيادة ريغون ايضاً، لينضم اليها هذه المرة عازف الكمان المنفرد التايواني الأصل والأسترالي النشأة راي تشن، الفائز بجوائز عدة، منها جائزة «الملكة اليزابيث للعزف على الكمان» في العام 2009. كذلك يتميز «مهرجان البستان» هذه السنة بحفلات لعدد من الفنانين من أصل لبناني وعربي. ففي 20 شباط، لقاء بين صوت السوبرانو رنده رويحة، وأنامل عازف البيانو الأميركي جيفري كوهين. ورويحة من اصول عربية وتعيش في الولاياتالمتحدة، غنّت الأوبرا الى جانب بلاسيدو دومينغو، وتعاونت مع كبار الموسيقيين والملحنين. في 13 من الشهر المقبل لقاء بين عازفة البيانو السورية رشا أروداكي، وعازف العود السعودي فضل المسعودي. ويختتم المهرجان مع مغنية السوبرانو من اصول لبنانية كريستينا ناصيف ترافقها الأوركسترا اللبنانية بقيادة فرنشيسكو لانزيلوتا. وغنت ناصيف وهي تحمل الجنسية الإسبانية مع بلاسيدو دومينغو، واعتلت خشبتي كل من «ويال البرت هول» و «كينيدي سنتر» وسواهما. واللافت في المهرجان هذه السنة عرض مسرحية «روميو وجولييت» لفرقة أوكلاهوما الأميركية.