أعلنت وزارة الصحة المصرية أن عدد ضحايا اشتباكات الأربعاء الدامي الذي شهد فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر و «النهضة» في الجيزة ارتفع إلى أكثر من 500 قتيل، وهي حصيلة لا تشمل نحو 200 جثة نقلها أنصار مرسي من محيط الاشتباكات في رابعة العدوية إلى مسجد الإيمان القريب. وتجددت المواجهات أمس بين أنصار مرسي وأهال في أكثر من محافظة وكذلك مع قوات الأمن، وسط تواصل استهداف الكنائس خصوصاً في جنوب مصر والمقرات الأمنية والحكومية، فيما توعدت وزارة الداخلية أمس بالرد بالرصاص الحي على من يحاول مهاجمة مقراتها. ويتظاهر اليوم أنصار مرسي بعد صلاة الجمعة في مختلف المحافظات، بعدما أظهروا تحدياً لقرار السلطات فرض حظر للتجوال كان يسري من السابعة مساء، قبل أن تقلصه الحكومة مساء أمس ليبدأ من التاسعة مساء. وتفقد رئيس الوزراء حازم الببلاوي يرافقه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم محيط ميدان التحرير ومجلس الوزراء للاطمئنان على الأوضاع الأمنية. ووافق الببلاوي على رفع حظر التجوال في مدينة شرم الشيخ السياحية في جنوبسيناء. وقالت وزارة الصحة أمس إن عدد قتلى اشتباكات الأربعاء في كل أنحاء الجمهورية بلغ 525 قتيلاً وجرح أكثر من 3700 مدني. وأشارت إلى أن عدد القتلى في محيط مسجد رابعة العدوية بلغ 202 حالة، بينما بلغ عدد الحالات في ميدان النهضة 87 حالة، وفى حلوان 29 حالة، و207 حالة في باقي المحافظات. لكن في مسجد الإيمان الذي نقل إليه «الإخوان» جثث القتلى من مسجد رابعة العدوية أحصيت نحو 250 جثة أمس يعتقد بأنها لم تدرج في الحصيلة الرسمية. وتكدست جثث القتلى أمام المشارح في مختلف المحافظات أمس من أجل استخراج تصاريح للدفن وإثبات أسباب الوفاة. واستمرت المناوشات أمام المشارح طوال عملية تشريح الجثث. واقتحم أهالي قتلى مشرحة زينهم في القاهرة، لكن الأطباء وأمن المشرحة تمكنوا من السيطرة على الموقف وأخرجوا الأهالي منها لاستئناف عملهم. وتسلمت عشرات الأسر جثامين ذويها كي توارى الثرى بعد إنهاء إجراءات الدفن. لكن أكثر من 200 جثة كانت نقلت ليلاً في سيارات خاصة من محيط مسجد رابعة العدوية إلى مسجد الإيمان في شارع مكرم عبيد، لم تُنقل إلى المشرحة، وسط شكاوى الأهالي من تعنت في استخراج تصاريح الدفن ورفض الأطباء إثبات أسباب الوفاة الحقيقية. ودعا سياسيون إلى انتقال لجان إلى مسجد الإيمان لإنهاء إجراءات دفن الجثامين الموجودة هناك منذ أول من أمس. وأدى آلاف صلاة الجنازة في المسجد قبل خروج عشرات النعوش وتسليمها لأهالي المتوفين من أجل الانتقال بها إلى محافظاتهم ومدنهم وإنهاء إجراءات دفنهم. وقال مشيعون إن اعتصاماً جديداً سيتم تنفيذه في المسجد الذي تحصن فيه أكثر من 1000 من أنصار مرسي وسط غياب أي وجود أمني، ربما لتجنب الاحتكاك مع المشيعين الذين خرجوا في مسيرة طافت شوارع مدينة نصر وهتفت ضد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وأدى مئات الضباط يتقدمهم وزير الداخلية وقيادات عسكرية صلاة الجنازة على عشرات من أفراد الشرطة قتلوا في المواجهات. وقالت وزارة الداخلية إن 43 فرداً قتلوا في تلك المواجهات بينهم 18 ضابطاً منهم لواءان. وشُيعت جنازات قتلى الشرطة وأيضاً أنصار مرسي وسط أجواء من الشحن المتبادل تُنذر باستمرار المواجهات الدامية بين الطرفين، وسط استمرار المصادمات أمس في أكثر من موقع وأيضا اعتزام أنصار مرسي تنظيم مسيرات حاشدة اليوم بعد صلاة الجمعة في مختلف المحافظات. وتعهدت وزارة الداخلية استخدام الذخيرة الحية ضد من يهاجم مقراتها. وقالت في بيان: «في ظل استهداف تنظيم الإخوان بعض المنشآت الحكومية والشرطية في العديد من المحافظات باعتداءات إرهابية، وتصعيد محاولاتهم لاقتحامها وإضرام النيران بها والاستيلاء على ما في داخلها من أسلحة، والتعدي على القوات المكلفة بتأمينها، وقطع الطرق بقصد إشاعة حالة من الفوضى بالبلاد، أصدرت الوزارة توجيهاتها لكل القوات باستخدام الذخيرة الحية في مواجهة أي اعتداءات على المنشآت أو القوات فى إطار ضوابط استخدام حق الدفاع الشرعي». وأكدت «دعم كل القوات المكلفة بتأمين وحماية تلك المنشآت بالأسلحة والذخائر اللازمة لردع أي اعتداء قد يستهدفها». وتعهدت ملاحقة كل من شارك في أي اعتداءات طالت القوات أو المنشآت حتى ينال عقابه. وكانت مشاهد قتل الضباط، خصوصاً التمثيل بجثث قتلى منهم في قسم شرطة كرداسة في الجيزة أشعلت الغضب بين أفراد الشرطة الذين طلب بعضهم أثناء جنازة القتلى من وزير الداخلية ضرورة تسليح القوات بذخيرة حية. وأكد وزير الداخلية أول من أمس أنه لن يُسمح بأي اعتصام في أي مكان في البلاد، بعدما تم فض تجمع «الإخوان» في ميدان مصطفى محمود في الجيزة، كما دخلت قوات الشرطة مساء أول من أمس في مواجهات مع أنصار مرسي في أكثر من محافظة من أجل فض تجمعاتهم بالتزامن مع سريان حظر التجوال في تلك المحافظات. وظهر أن قوات الشرطة والجيش ستتشدد في تنفيذ حظر التجوال من أجل منحها فرصة فض أي تجمع لأنصار مرسي بعد سريان الحظر، وهو ما ظهر أمس من تجنب قوات الشرطة الهجوم على مسيرات «الإخوان» صباحاً. وناشدت القوات المسلحة المواطنين معاونتها في تنفيذ الحظر الذي قلصته ليبدأ في التاسعة مساء. ووقعت اشتباكات بين الأهالي والشرطة من جهة وأنصار مرسي من جهة أخرى في ميدان «ألف مسكن» شرق القاهرة، لمنعهم من الاعتصام فيه. واقتحم أنصار مرسي أيضاً مقر محافظة الجيزة في شارع الهرم لدى مرورهم في مسيرة من أمامها، وأحرقوا المبنى قبل أن تتدخل قوات الشرطة لفض التجمع واستعادة السيطرة على المبنى بعدما هاجمت المتظاهرين بقنابل الغاز وأطلقت الرصاص في الهواء. لكن السلطات لم تستطع فرض سيطرتها على الأقاليم. وتمكن أنصار مرسي من اقتحام مقرات أمنية عدة مساء أول من أمس منها أقسام شرطة في مراكز نائية في محافظة الفيوم والاستيلاء على الأسلحة فيها. كما قتل 3 من أفراد الشرطة أثناء تصديهم لمحاولة اقتحام قسم شرطة حلوان في القاهرة. واقتحم أنصار مرسي أقسام شرطة الصف والحوامدية والعياط وأطفيح في الجيزة. ووقعت اشتباكات دامية في مدينة الإسكندرية بين أنصار مرسي وأهال تصدوا لمسيرة من الإسلاميين كانت تستهدف الوصول إلى كنيسة القديسين في المدينة. واقتحم أنصار مرسي كنيسة في مدينة الوسطى في بني سويف وأحرقوها. واتهمت أسرة رجل وزوجته قتلا في إحدى قرى محافظة سوهاج في الصعيد أنصار الرئيس المعزول بقتلهما. وقتل 7 مجندين في الجيش وأصيب 5 في هجوم استهدف مكمن الصفا على الطريق الدائري في العريش في سيناء، وأشعل محتجون النار في مبنى مجلس محلي مدينة العريش. وتم إغلاق معبر رفح البري أمام حركة العبور من وإلى قطاع غزة لأجل غير مسمى. وأمرت النيابات المختصة بحبس مئات من أنصار مرسي تم توقيفهم أثناء أعمال العنف. وأحالت قوات الجيش في السويس العشرات من مؤيدي مرسي إلى النيابة العسكرية بتهم القتل وحرق كنائس وحرق مدرعات تابعة للجيش الثالث.