بسطت القوات الأمنية المصرية سيطرتها التامة على مواقع الاعتصامات، وبدأت في معالجة الآثار التي خلفها المعتصمون بالموقعين. كما أصدر وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، توجيهاته بإعادة ترميم مسجد رابعة العدوية والمباني التي تعرضت للتخريب. وعلى الرغم من فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال إلا أن "الإخوان" استمروا في اعتداءاتهم على الكنائس ومراكز الشرطة، حيث هاجموا كنيسة أسيوط وأحرقوها، إضافة إلى 15 منزلاً لمواطنين من الأقباط. وفي الجيزة هاجم الإخوان مركز شرطة وقتلوا ضباطا ومثلوا بجثثهم، وذبحوا 5 مجندين. في غضون ذلك، أصدرت وزارة الداخلية أوامر لمنسوبيها باستخدام الذخيرة الحية في مواجهة أي اعتداء على المنشآت أو القوات. إلى ذلك لقي 7 جنود مصرعهم في هجوم شنه مسلحون أمس على نقطة تفتيش جنوبالعريش. لم تحل حالة الطوارئ وفرض حظر التجول اللذين أعلنتهما الحكومة المصرية أمس دون ارتكاب عناصر الإخوان المسلمين للكثير من الجرائم، وواصلوا انتهاكاتهم للقوانين، وتعديهم على ممتلكات الشعب، وإضرام النار في عشرات الكنائس والمنازل التي تعود للأقباط، في مسعى لإحداث فتنة طائفية كمقدمة لإسقاط الدولة، والتمهيد لحالة تدخل دولي. كما واصل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مهاجمتهم للكثير من مراكز وأقسام الشرطة، والاعتداء على رجال الأمن، إذ لقي العشرات من منسوبي الشرطة والأجهزة الأمنية مصرعهم جراء تلك الاعتداءات. كما سقط آلاف الجرحى وسط صفوفهم، كما أعلن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في مؤتمره الصحفي، الذي عقده مساء أول من أمس. ففي محافظة أسيوط قام أنصار "مرسي" بإحراق مطرانية القوصية، وأكثر من 15 منزلا لمسيحيين. وجاء الهجوم عقب مسيرة قام بها متظاهرون في شوارع المدينة، أحرقوا خلالها مجلس المدينة كرد عملي على فرض لحظر التجوال. وكانت الكنائس وممتلكات الأقباط قد أصبحت هدفا لاعتداءات الإخوان على نحو ما أشارت "الوطن" أمس. إذ وقعت اعتداءات عليها في 8 محافظات. وأفاد تقرير بأن أبرز الاعتداءات كانت في محافظات: المنياوأسيوط والسويس وسوهاج والفيوم والجيزة والأقصر وبني سويف. وفي بني سويف أضرمت عناصر تابعة للإخوان النار في مبنى الأمن الوطني ومجمع المحاكم وديوان عام محافظة خلال المظاهرات التي شهدتها المحافظة. وهرعت سيارات الإطفاء إلى تلك البنايات لمحاولة السيطرة على الحرائق فيما كثفت قوات الأمن حاليا من قواتها أمام مديرية الأمن والكنائس ومراكز الشرطة والمصالح الحكومية والبنوك والمتحف لتأمينها من محاولة اقتحامها أو إشعال النيران فيها. وفي محافظة الجيزة أقدمت عناصر إخوانية على مهاجمة مركز الشرطة، واعتدى المهاجمون على القوة الأمنية بالمركز، مما أدى إلى مقتل 11 ضابطا ومجندا، إذ تبين أن مأمور المركز ونائبه واثنين من معاونيه قد قتلوا إثر تعدي الإخوان عليهم، فضلا عن أميني شرطة و5 مجندين تم ذبحهم. وأضاف المصدر أن المهاجمين لم يكتفوا بقتل مأمور القسم العميد محمد جبر، بل قاموا بالتمثيل بجثته وتقطيعها. وأن من بين القتلى نائب المأمور العقيد عامر عبد المقصود والنقيب محمد فاروق والملازم أول هاني شتا. وأضاف المصدر أن المأمور ومن معه من ضباط ومجندين رفضوا الانسحاب من الموقع، وظلوا يدافعون عن مكانهم، حتى بعد نفاد ذخيرتهم. وفي مدينة نصر أقدمت مجموعة من جماعة الإخوان على إسقاط "مدرعة" لقوات الأمن من فوق كوبري النزهة خلال مواجهة دامية مع قوات الأمن. وكان المعتدون قد تمركزوا فوق وتحت الكوبري لمحاصرة رجال الأمن والقوات الخاصة. ولم تقف هجمات أنصار الإخوان عند هذا الحد، بل استطاعوا إسقاط "مدرعة" تابعة لقوات الشرطة من أعلى الجسر لتسقط على الأرض، في مشهد أثار رعب المواطنين والحضور. وبحسب شهود عيان أخرج أنصار الإخوان عددا من الجنود كانوا بداخل المدرعة عند إسقاطها، وقاموا بالتمثيل بالجثث على مرأى الكاميرات التي صورت المشهد كاملا. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط قالت إن السلطات الرسمية أحالت المئات من عناصر جماعة الإخوان المسلمين للنيابة العسكرية الخميس بتهم جنائية متعددة، منها القتل وحرق كنائس.