في وقت زاد عدد قتلى اشتباكات طريق النصر التي وقعت في القاهرة بين أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي والأمن فجر السبت إلى 72 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، قُتل شاب في اشتباكات اندلعت بين أنصار مرسي ومعارضيه في بورسعيد، وجُرح نحو 20 شخصاً في مواجهات بين الفريقين في مدينة حلوان جنوبالقاهرة. وبدا أن أنصار مرسي يتأهبون لمواجهة محاولات متوقعة لفض اعتصامهم في «رابعة العدوية» في مدينة نصر وأيضاً في ميدان النهضة في الجيزة في أي لحظة، خصوصاً بعدما صرح وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بأنه سيتم فض الاعتصامين قريباً. ولوحظ قلة أعداد المشاركين في اعتصام رابعة العدوية، بعدما عادت غالبية النساء والأطفال إلى المنازل وبات معظم المعتصمين من الشباب والرجال. وظهر أن المعتصمين يترقبون فض الاعتصام في أي وقت، فيما أكدت مصادر أمنية ل «الحياة» أن الاعتصام لن يُفض في شكل مفاجئ، بل سيتم بعد صدور أمر قضائي وبالتالي سيتم إنذار المعتصمين أكثر من مرة قبل التدخل لفض الاعتصام، حفاظاً على أرواح المواطنين. وتوقفت الكلمات التي توجه عادة من منصة اعتصام النهضة ساعات طويلة أمس ومساء أول من أمس، وسط حال من الإحباط أصابت غالبية المعتصمين من إمكان عودة مرسي إلى الحكم مجدداً، خصوصاً أن غالبية المبادرات التي تُطرح ويناقشها المعتصمون لا تنص على عودة مرسي رئيساً. وفتح المعتصمون في ميدان النهضة شوارع عدة ظلت مغلقة لتمكين الطلاب والموظفين في جامعة القاهرة من الوصول إلى أعمالهم بيسر، وعدم الدخول في مواجهات، بعد ليلة سادها الترقب وسط إشاعات عن قرب هجوم الأمن على محيط الاعتصام لفضه. وكان المعتصمون التزموا مساء أول من أمس بحدود الاعتصام وعاشت القاهرة ليلة هادئة، إذ لم تخرج أي مسيرات ليلية اعتاد «الإخوان» تنظيمها، وعادة ما تتسبب في تقطيع أواصل العاصمة. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد قتلى اشتباكات طريق النصر بين أنصار مرسي من جهة ومعارضيه والأمن من جهة أخرى إلى 72 قتيلاً وأكثر من 200 جريح. وشهد تشييع جنازات عدد من القتلى هتافات حادة ضد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ووقعت صدامات بين أنصار مرسي ومعارضيه بعد تشييع شاب من بورسعيد يدعى عمر محمد أحمد هريدى قُتل في طريق النصر. وروى شهود أن أنصار مرسي شرعوا بعد مراسم الدفن في إطلاق أعيرة نارية على كنيسة ومزقوا صور السيسي، ما استفز الأهالي الذين رفضوا تلك التصرفات، فحدثت مناوشات تطورت إلى اشتباكات بين الطرفين قُتل فيها شاب يدعى محمد علاء عطية وجُرح نحو 30 آخرين. وأحرق معارضو مرسي منصة لمؤيديه في أحد ميادين المدينة لمنعهم من التظاهر. وفي مدينة حلوان جنوبالقاهرة، وقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه بعدما خرج مؤيدوه في مسيرة أطلقوا خلالها أعيرة نارية في الهواء، وفق شهود عيان، ما استفز الأهالي الذين طلبوا منهم التوقف عن إطلاق النار. بعدها تطور الأمر إلى اشتباكات بالحجارة والزجاجات الحارقة والطلقات الخرطوش، سقط فيها نحو 20 جريحاً. وأمر رئيس نيابة حلوان بضبط وإحضار عدد من قيادات جماعة «الإخوان» بينهم مرشدها محمد بديع والقيادي محمد البلتاجي والداعية صفوت حجازي بتهمة التحريض على الاشتباكات. وقررت حبس ثلاثة من أعضاء الجماعة بتهمة إطلاق النار بهدف ترويع الأهالي وحرق ممتلكات خاصة. من جهة أخرى، كلفت نيابة شرق القاهرة أجهزة الأمن بسرعة إجراء تحرياتها لتحديد هوية جثتين تحملان آثار تعذيب وإصابات متعددة عثر عليهما خلف مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر. وفي سيناء، قال مصدر أمني إن العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة أسفرت خلال اليومين الماضيين عن قتل 10 من «العناصر الإرهابية» وجرح العشرات. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن المصدر قوله إن تلك العمليات «تحقق بصفة يومية نتائج ايجابية». وأضاف أن القوات تمكنت أيضاً من إلقاء القبض على 20 «عنصراً إرهابياً» بينهم ثلاثة من الأسماء المعروفة لدى الأجهزة الأمنية. وأوضح أنه تم ترحيل الموقوفين إلى القاهرة عبر مروحيات عسكرية لعرضهم على الجهات السيادية المختصة ومباشرة التحقيقات معهم. وقال المصدر: «رغم صعوبة الوصول إلى هذه العناصر التي تعتبر كالأشباح الليلية، الا أن النتائج على الأرض تؤكد نجاح الخطط الأمنية التي تعتمد على سياسة النفس الطويل للقوات». وأوضح أن هناك «عناصر إجرامية يتم استئجارها من محافظات الدلتا، إضافة إلى المتواجدين في سيناء أصلاً للقتال ضد قوات الجيش والشرطة». وألقت عناصر التأمين التابعة للجيش الثاني الميداني في العريش القبض على مسلح عقب تبادل لإطلاق النار بين أفراد تأمين مقر مصرف وسيارة كان يستقلها مسلحون في ميدان المالح وسط المدينة. وأسفر الاشتباك عن جرح أحد المهاجمين وتوقيفه. واستهدف مسلحون معسكراً للأمن المركزي في حي المساعيد في العريش من دون أن يسفر الهجوم عن إصابات.