ألم يتساءل الإرهابي المنتحر عبدالله عسيري ومن هم على شاكلته ممن غُسلت أدمغتهم، فتحولوا إلى متفجرات متحركة، ألم يتساءل قبل أن يقدم على جريمته؟ لماذا لم يظهر واحد على الأقل من أبناء أسامة بن لادن أو الظواهري من المؤمنين بأفكارهم لينتحر، ويفجّر إلى أشلاء متناثرة؟! إنه سؤال وجيه طرحته إحدى القارئات ولا بد أن كثيرين منا برز أمامه هذا السؤال. وعلى رغم مرور سنوات على ظهور فكر أسامة بن لادن والظواهري المنحرف وتلبسهما بعباءة الدين اُستخدِم شباب آخرون حطباً للإرهاب والتخريب وإشعال الدمار، لكننا مع عدم ظهور مثل تلك الصورة شاهدنا قبل سنوات صورة أخرى متشبثة بالحياة والمستقبل. لعل القارئ لا ينسى صور حفلة زاوج على الإنترنت والقنوات لأحد أبناء أسامة بن لادن ظهر فيها وهو يعيش لحظات السعادة ضاحكاً مرتدياً ملابسه الجديدة فيما ظل مختبئاً... متحصناً مستقراً في بلاد تحتضنه مع بعض رموز عصابة القاعدة، من دون مساءلات دولية، استطاع أسامة بن لادن والظواهري ومن تبعهما تجنيد هؤلاء، وسخروهم لمصالحهم في حين اختبأوا هم وأولادهم. لا شك أن أكثر المصابين من الجريمة هم أسرة المنتحر، ولا أشك لحظة بأن المصاب الذي أصيبت به والدته ووالده وأخواته كبير ومؤلم إلى حد لا يستطاع وصفه، مع عدم مساس بهم، لأن الشرع والعقل يقول إن لا ذنب لهم، وهو النهج الذي تنتهجه السلطات السعودية، وتريد عقول الفئة الضالة قطع الطريق عليه، لذلك لم يكن مستغرباً أن الأمهات كنّ الأعمق تأثراً. سمعت رجالاً وهم يهنئون الأمير محمد بن نايف بالسلامة ينقلون له أيضاً سلام ودعاء أمهاتهم له وللقادة والوطن، وهل هناك أصدق من قلوب وألسنة الأمهات. بالفعل إن ما حصل من محاولة الاعتداء على مساعد وزير الداخلية كان نقلة، كما ذكر المنتحر، وقد أبطن الغدر في المكالمة الهاتفية التي كشفت مستوى التعامل بين الصادق والكاذب، لكنها كانت نقلة للحق في وجه البغي والغدر، نقلة للبناء في وجه الخراب، نقلة انقلبت على الأخير... سوء منقلب والعياذ بالله تعالى ظهر بأبشع صوره. وكان رمضان هذا العام مختلفاً بالفعل ولله الحمد والمنة، وهي نقطة فاصلة تدفع مَن خطف عقله الجهل وسخرته فئة ضالة لمصالحها للعودة إلى رشده. www.asuwayed.com