أكد الرئيس السوري بشار الاسد انه واثق من النصر على المعارضين في الحرب الاهلية المستمرة منذ 28 شهراً، والتي قتل فيها أكثر من 100 الف شخص، وتسببت في فرار نحو مليوني شخص الى الخارج. وسيطر المعارضون على مساحات كبيرة من الاراضي، لكن قوات الاسد نفذت هجوماً مضاداً في الاسابيع الماضية، وأبعدتهم عن محيط العاصمة دمشق، واستعادت السيطرة على عدة بلدات قرب الحدود مع لبنان. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن الاسد قوله "لو لم نكن واثقين بالنصر لما امتلكنا القدرة على الصمود ولما كانت لدينا القدرة على الاستمرار بعد أكثر من عامين على العدوان". ووصف الاسد الانتفاضة ضد حكم عائلته ب"أنها مؤامرة مدعومة من الخارج ينفذها إرهابيون اسلاميون". وعندما بدأت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في آذار/مارس 2011، أدت الحملة العسكرية في نهاية الامر الى انتفاضة مسلحة. وقال الاسد موجها حديثه للضباط في الذكرى السنوية الثامنة والستين لتأسيس الجيش العربي السوري "أظهرتم وما تزالون شجاعة نادرة في مواجهة الارهاب وذيوله وأذهلتم العالم أجمع بصمودكم وقدرتكم على تذليل الصعاب وتحقيق الانجازات معبرين عن رجولة قل نظيرها في مواجهة أشرس حرب همجية شهدها التاريخ الحديث". وقال التلفزيون الرسمي إن "الأسد زار بلدة داريا جنوب غربي دمشق اليوم الخميس للقاء جنود". وظهر الأسد في صورة نشرتها صفحة الرئاسة السورية على موقع "فايسبوك" يصافح جندياً يرتدي الزي العسكري وخوذة وخلفهما مشهد من الحرب حيث تتدلى الأسلاك من أعمدة الكهرباء قرب مبنى سكني دمره انفجار. ولم يظهر مدنيون في الصورة. واستهدف الجيش السوري داريا بالمدفعية، بعدما دخل مقاتلو المعارضة المنطقة العام الماضي. ومنذ ذلك الحين تمكن الجيش من استعادة السيطرة على أجزاء من البلدة، ولكن على حساب أضرار مادية واسعة النطاق والكثير من الضحايا المدنيين، وفقاً لروايات سكان. ويقول محققون من "الاممالمتحدة" إن "قوات الاسد ارتكبت جرائم حرب شملت القتل والتعذيب والعنف الجنسي وهجمات دون تمييز والنهب فيما يبدو أنها سياسة توجهها الدولة". ويقولون إن "مقاتلي المعارضة أيضاً ارتكبوا جرائم حرب منها الإعدام، لكن على نطاق أضيق". واعتمد الاسد من البداية على وحدات الجيش وقوات الامن، التي يقودها علويون لكنه لجأ بدرجة متزايدة الى الاعتماد على ميليشيا موالية له تسلحها وتمولها دمشق لمحاربة المعارضين.