قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إجمالي عدد قتلى معارك السبت في أنحاء سوريا بلغ 370 قتيلاً، منهم 200 على الأقل في بلدة داريا، وقال نشطاء سوريون معارضون إنه تم العثور على أكثر من 200 جثة فيما وصفوه بمجزرة جديدة في البلدة الواقعة جنوب غربي العاصمة السورية دمشق. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المرصد، ومقره لندن، إنه تم التعرف على 80 من قتلى داريا، بينما لاتزال عملية تحديد هوية الباقين مستمرة. وقال النشطاء، السبت، إنه عثر على الجثث بعد يوم من استعادة القوات النظامية السورية السيطرة على البلدة من أيدى قوات "الجيش السوري الحر" المعارض. "إعدام جماعي" واتهم النشطاء القوات النظامية الموالية للرئيس بشار الأسد بتنفيذ عمليات إعدام جماعية في داريا. ونقلت وكالة رويترز عن هؤلاء قولهم إنه عثر على معظم الجثث في منازل وملاجئ تحت مبانٍ سكنية. وأشاروا إلى أنه يبدو أن ال 200 شخص قُتلوا برصاص القوات السورية التي دهمت مساكنهم. من ناحيتها قالت السلطات السورية إن الجيش السوري قتل عدداً من" الإرهابيين" في داريا السبت. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "طهرت قواتنا المسلحة الباسلة مدينة داريا بريف دمشق من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي ارتكبت الجرائم بحق أبناء المدينة وروّعتهم وخرّبت ودمّرت الممتلكات العامة والخاصة". وأشارت الوكالة إلى أن "عملية ملاحقة الإرهابيين المرتزقة وصولاً إلى أشرفية صحنايا أسفرت عن القضاء على عددٍ كبيرٍ من الإرهابيين ومصادرة كمية من الأسلحة والذخيرة". صور مروّعة وقالت إن الأسلحة المصادرة شملت "سيارة تابعة لهيئة دولية مزودة بقاعدة رشاش دوشكا وكمية من مادة السيفور شديدة الانفجار وأجهزة تحكم للتفجير عن بُعد وعدداً من العبوات الناسفة الكبيرة وبزات وهويات عسكرية وسيارات مسروقة وأجهزة ومعدات طبية وأدوية مسروقة". وبثت قناة "الدنيا" المدعومة من الحكومة السورية صوراً مروعة لقتلى من الأطفال والنساء والرجال في داريا ومزارعها. ونقلت القناة عن مدنيين في البلدة وريفها قولهم إن مسلحين هاجموهم وقتلوا أعداداً كبيرة منهم. وقال أفراد في الجيش السوري للقناة إن" فلول جماعات إرهابية" قتلت المدنيين في البلدة و"حرقت جثث مسلحين أجانب من أفغانستان وباكستان والمجر وإفريقيا كي يستحيل التعرف على هوياتهم". ولم يتسن التحقق من صدق أي من روايتي المعارضة والسلطات السورية بسبب منع دمشق وسائل الإعلام غير الرسمية من العمل في سوريا. وكان العميد عارف الحمود، أحد قادة جماعة "الجيش السوري الحر"، قد اعترف باستعادة سيطرة الجيش السوري على دارَيّا الواقعة جنوبيدمشق وبعض الأحياء في مدينة حلب، لكنه قلل من أهمية ذلك، مشيراً إلى أن لجوء الجيش النظامي إلى استخدام سلاح الطيران يعد مؤشراً على الضعف.