أظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز" اليوم الخميس، أن "المستهلكين يمكنهم توقع عامين آخرين على الأقل من الأسعار المنخفضة للنفط"، وسجل الاستطلاع أكبر خفض لتنبؤات الأسعار منذ الأزمة الاقتصادية العالمية. وهوت أسعار النفط حوالى 25 في المئة منذ حزيران (يونيو) الماضي، ليهبط سعر خام "برنت" المستخرج من بحر الشمال إلى حوالى 87 دولاراً للبرميل متأثرة بوفرة إمدادات المعروض وضعف الطلب، الأمر الذي ساعد على امتلاء المخزونات في أنحاء العالم. وطغت زيادة كبيرة في إنتاج النفط الصخري العالي الجودة من أميركا الشمالية على الطلب، في وقت يشهد ركود النمو الاقتصادي. ويقول محللون إن "وفرة المعروض قد تستمر سنوات". وأظهر استطلاع "رويترز" الشهري الذي شارك فيه 31 من الاقتصاديين والمحللين، أنه "من المحتمل أن يبقى سعر برنت دون 100 دولار للبرميل خلال العامين المقبلين، ليصل في المتوسط إلى 93.70 دولار في عام 2015 و96 دولاراً في عام 2016". ويقل هذا السعر عن المتوسط المتوقع في الاستطلاع السابق ل "رويترز" في أيلول (سبتمبر)، وهو أكبر خفض شهري في التنبؤات لأسعار النفط لعام مقبل منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 حينما كان العالم يصارع غمار أزمة مالية عالمية. وخفّض 24 من المحللين الستة والعشرين الذين ساهموا في الإدلاء ببيانات لاستطلاعي "رويترز" في أيلول وتشرين الأول (أكتوبر) تنبؤاتهم وبعضهم بدرجة كبيرة. وخفّض "غولدمان ساكس" 15 دولاراً من تنبؤه للربع الأول من العام المقبل، متوقعاً نزول سعر "برنت" إلى 85 دولاراً للبرميل. وكان هذا البنك الاستثماري الأميركي تنبأ قبل انهيار أسعار النفط عام 2008، بأن يصل الخام إلى 200 دولار للبرميل. وتوقع الاستطلاع أن "يصل سعر النفط الأميركي الخفيف المعروف أيضاً باسم متوسط غرب تكساس في المتوسط إلى 88 دولاراً للبرميل العام المقبل". وكان التوقع في استطلاع الشهر السابق 96 دولاراً. وبلغ سعر الخام في المتوسط 98.19 دولار حتى الآن هذا العام.