اعتكفت 25 امرأة سعودية منذ بداية العشر الأواخر في مسجد «إبراهيم الخرعان» بالعاصمة السعودية الرياض، ليمضين في عادة دينية اعتدن عليها منذ ثلاثة أعوام، يتدارسن القرآن ويتدبرن معانيه، ويستمعن لدروس دينية تلقيها عليهن بعض الناشطات في الشأن الديني، في وقت لم يكون شائعاً اعتكاف المرأة، إلا أن فتاوى دينية قضت بجوازه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وسمحت في المساجد الأخرى ولكن بشروط. اعتكاف هؤلاء النسوة يبدأ يومياً من بعد صلاة التراويح إلى صلاة القيام، بحسب ما أفصحت عنه المعتكفة «أم عبدالله» ل«الحياة»، التي روت أن غالبية المعتكفات من جيل الشباب، ووصفتهن بالمتحمسات ولا يكترثن لقضاء أوقات طويلة داخل دور العبادة، في وقت تقضي الأسرة السعودية ذلك الوقت في التبضع استعداداً لاستقبال عيد الفطر. «أم عبدالله» تؤكد ازدياد أعداد الراغبات في الاعتكاف هذا العام عن الأعوام السابقة إلى جانب وجود ترحيب من القائمين على المسجد، وتوفير المناخ الملائم لهن، إلا أن تزويدهن بالأكل من اختصاص أبناء وأقارب المعتكفات الذين يحرصون على إمدادهم بأصناف مختلفة من الأطعمة والقهوة العربية، وما إن تحل الساعة ال11 مساء حتى تبدأ المعتكفات في تناولها وقضاء وقت قصير في الحديث الجانبي على شرف تلك المائدة، يتحدثن فيها عن غلاء الأسعار التي اجتاحت الأسواق السعودية مع قرب عيد الفطر والمواقع الأقل تكلفة. وأجازت الفتاوى الدينية الاعتكاف للمرأة بشرط ألا يكون هناك فتنة، بحسب فتوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين التي أكد فيها أنه من الأفضل ألا تعتكف المرأة في المسجد الحرام والمسجد النبوي لأنها لا يمكن أن تنفرد بمكانها بخلاف ما كان عليه الأمر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كان اعتكافها داخل مسجد مخصص للنساء فلا بأس في ذلك بشرط ألا تضيع شأن بيتها وزوجها وأولادها. وكانت من تلك الفتاوى فتوى للشيخ عبدالعزيز بن باز الذي قال فيها لا بأس من الاعتكاف في المسجد الحرام أو غيره من المساجد للنساء، لقد اعتكف أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسجده في حياته وبعد وفاته.