«الاعتكاف عبادة خاصة بالرجل فقط» هذا هو الفكر السائد لدى الكثير من السيدات اللواتي إما يحجمن عن شعيرة الاعتكاف العظيمة اعتقادا منهن بأنها خاصة بالرجال أو بأنها لا تجوز إلا في المسجد ولساعات وأيام عديدة ستمنعهن من أداء واجباتهن تجاه البيت والزوج والأولاد، هذه الأفكار غير الواضحة عن الاعتكاف هي نتاج قصور المعرفة لدى الكثيرات في هذا الجانب. «الدين والحياة» يضيء للمرأة هذا الجانب من خلال توضيح حكم الاعتكاف والموانع التي تقف أمام أدائها لهذه الشعيرة العظيمة وكيفية تجاوزها. بداية أشارت «هند» أنها لا تجد مانعا من الاعتكاف حيث تقول: أرى أن للمرأة مكانا أكبر في بيتها وليس في المسجد، فمن الصعوبة البقاء في المسجد لمدة تزيد عن يومين إلى أسبوع دون وجود مقومات كافية تساعدها على البقاء في المسجد، فمن وجهة نظري ليس من الصعب على المرأة الذهاب إلى المسجد خصوصا مع أننا في إجازة فتخصص الأوقات التي كانت تقضيها في العمل أو الدراسة فتكون متوازنة في أداء العبادة دون إفراط أو تفريط. مشاغل كثيرة بيد أن سناء تجزم أن الأولى اعتكاف المرأة في البيت، معللة ذلك بأن الرجل تنتهي مشاغله عند حد معين ويمكنه الاعتكاف لساعات في المسجد، بينما لدى المرأة الكثير من المشاغل التي ينبغي عليها أداؤها والوفاء بها، كما يصعب عليها أن تعتكف وحدها في المسجد بينما يكثر فيه الرجال. ثقافة الاعتكاف وتعتقد «وجدان» أننا نفتقد ثقافة الاعتكاف وكيفيته وشروطه وما يجوز فيه، لذلك نجد جهل الكثيرات بهذا الجانب بالإضافة إلى الماراثون اليومي للمرأة بين العمل وواجبات المنزل والتسوق والتراويح والتهجد والجلوس مع العائلة وكثرة المشاغل المتداخلة، وتضيف: من الجميل جدا لو اتفقت المرأة مع ولي أمرها ليعتكفوا ساعة في المسجد فتشعر بالأمان لوجود أحد معها، وعن بعض السلبيات التي تمارسها بعض المعتكفات خصوصا في المسجد الحرام تقول: طول وقت النوم مما يحجز الأماكن، فهذه سلبية كبيرة تقع فيها المعتكفات بالإضافة إلى عدم الاهتمام بنظافة المكان مما يدل على عدم احترام المسجد وفي هذه الحالة يكون المنزل أولى لها . خير عبادة أما عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز الدكتورة شادية كعكي قالت: إن الاعتكاف سنة للنساء والرجال، وبعض المذاهب اشترطت فيه الصيام وبعضها اقتصرت الاعتكاف ولو على ساعة. فالحكم يشمل الجنسين ولو دخلت المرأة المسجد لساعة في أي وقت ونوت من خلالها الاعتكاف كتب الله لها أجر الاعتكاف، وإذا أحبت الاعتكاف في العشر الأواخر فلها ذلك بحيث لا تترك واجبا ولا تقصر في حق بيتها وأولادها، فإذا أمنت ذلك فتسير إلى الخير. وعن موانع المرأة من الاعتكاف أشارت إلى أن المرأة حنونة بطبيعتها، محبة لبيتها وتأدية واجباتها بينما هناك من يمنعها من الذهاب للاعتكاف بالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته اعتكفوا، وهذا يدل على أنه لا مانع شرعا للمرأة من أداء هذه السنة بعد الاستئذان من الزوج أو ولي الأمر من باب الطاعة والبر، ومن الضروري أن تستفيد المرأة دون أن تكون تأديتها للعبادة شكلية فقط لأنها من خير العبادات التي تؤدى في رمضان. عبادة للرجال عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز رقية السعود أشارت إلى أن أسباب تقصير المرأة في أداء العبادة؛ تكمن في اعتقاد بعض النساء أن الاعتكاف عبادة تخص الرجل أو أنه من الواجب الذهاب للمسجد والبقاء فيه لأيام معدودة، فترى المرأة أنه من الصعوبة ترك البيت والعمل المنزلي والأولاد وتجهل أنه يمكنها القيام بهذه الشعيرة العظيمة ولو لساعة في المنزل، وعن طريقتها الشخصية في الاعتكاف تقول: إنها في بعض الأحيان تعتكف في البيت لمدة ساعة أو تنوي ذلك من بعد صلاة التراويح إلى التهجد لتكون فترة اعتكافها في المسجد.