أوردت وكالة «بلومبرغ» الاقتصادية أن أعمق بئر نفط حفرته إسرائيل منذ قيامها قد يكون الأكثر أهمية. فشركة «نوبل إنرجي» ومقرها مدينة هيوستن الأميركية، تعتزم الحفر حتى عمق ستة آلاف و500 متر تحت قاع البحر المتوسط في حقل «ليفاياثان» في وقت لاحق من العام، لاستخراج ما يُقدَّر بنحو 1.5 بليون برميل من النفط الخام، أي ما يلبي 15 سنة من الطلب الإسرائيلي. وفيما عثر المستكشفون في السنوات الخمس الماضية على ما يكفي من الغاز الطبيعي لتحويل إسرائيل إلى دولة مصدرة، سيفتح اكتشاف ضخم للنفط آفاقاً جديدة. وينفق ثالث أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وفق «بلومبرغ»، نحو 10 بلايين دولار سنوياً على استيراد 98 في المئة من النفط المستهلك محلياً. وسيزيد الإنتاج المحلي الإيرادات الضريبية، ويعزز ميزان المدفوعات، ويحد من الانكشاف على انقطاع الإمدادات. ونقلت الوكالة اللندنية عن ديفيد وورمسر، مدير مجموعة «دلفي» لتحليلات الطاقة ومقرها واشنطن، قوله «إن الأثر الاقتصادي على إسرائيل سيكون أكبر بكثير من تأثير الغاز الطبيعي، فالعثور على النفط يعني المال الوفير للشركات والحكومة الإسرائيلية». وليست «نوبل» الجهة الوحيدة التي تنقب عن النفط. فشركة «شيمن للنفط والغاز» تتطلع إلى البدء قبل آخر آب (أغسطس) في التنقيب في حقل نفطي يُعتقد أنه يحوي 120 مليون برميل. وشدد غابي أشكنازي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي سابقاً رئيس «شيمن» حالياً، على أن العثور على الخام سيعزز الأمن في البلاد. وقال ل «بلومبرغ»: «إذا نجحنا، سيكون دفعة قوية للاقتصاد، وللهدف الاستراتيجي المتمثل في الاستقلال على صعيد الطاقة، فالنفط سيكون عاملاً مهماً في هذا المجال». واكتشفت إسرائيل ما يكفي من الغاز الطبيعي تحت مياه البحر المتوسط لتزويد البلاد لعقود مع توفير كميات كبيرة للتصدير. ففي آذار (مارس)، بدأ الإنتاج من حقل تامار، أكبر الحقول المطورة إلى الآن، وهو المشروع الذي قد يضيف نحو نقطة مئوية إلى الناتج المحلي الإجمالي، وفق «بنك إسرائيل» (المركزي). ومقرر أن يبدأ الإنتاج من «ليفاياثان»، الأكبر من «تامار» بنسبة الضعفين، في 2016. وتعتقد «نوبل»، الشريك الرئيس في مجموعة تضم «ديليك دريلينغ» المملوكة للبليونير الإسرائيلي اسحق تشوفا و «أفنير للتنقيب عن النفط»، أن طبقة من الصخور أسفل حقل الغاز في «ليفاياثان» قد تضم ما بين 210 ملايين و1.5 بليون برميل من النفط. وتتوقع «نوبل» حفر بئر في نهاية العام بعد تسلمها سفينة حفر جديدة من كوريا الجنوبية. وتقدّر معدلات فرص نجاحها عند 25 في المئة. وقالت سوزان كننغهام، نائب الرئيس للاستكشاف والابتكار في «نوبل»: «نحن نعتقد بأن هناك إمكانية لموارد نفطية كبيرة في هذا الحوض».