أكد عدد من المشاهدين أن القنوات الفضائية تتنافس خلال شهر رمضان لعرض ما لديها من برامج ومسلسلات لصرف المشاهدين عن العبادة، إذ لا يكاد يهدأ جهاز التحكم عن بُعد «ريموت كنترول» من البحث عن القنوات الفضائية. أم جمال لا تتفق مع ذلك الطرح وتقول: «لا أستطيع منع أولادي من مشاهدة التلفاز، وإجبارهم على العبادة». وأضافت: «اليوم تغيرت حياتنا، كنا نتعبد في رمضان، ونتدارس القرآن الكريم، ونتبارى في عدد ختماته، وفي نهار رمضان نتابع البرامج الدينية، ومن ثم ونعود مجدداً للعبادة، لكن ملاّك القنوات استغلوا ذلك أبشع استغلال، بشراء أهم البرامج والمسلسلات التلفزيونية، وإذا سألتِ أي شخص الآن، ماذا تنتظر في رمضان سيجيبك على الفور: مشاهدة برامجه المفضلة». وترى أم سُليمان أن التطور التكنولوجي سبب في ذلك الإقبال على القنوات، وقالت: «ثمة قوة إعلامية هائجة تكتسح الكون، وعلى رغم أنني من جيل الستينات، لكنني أفضل «الواتساب» على المسلسلات». وتابعت: «إنها كارثة أن يتداول الناس في هذا الشهر تحديداً ما لا يليق بهم، متناسين الواجبات الدينية والتذكير بالشعائر الرمضانية الأهم». من جانبها، رأت أم سليمان أن الحل بيد ملاّك القنوات الفضائية، وأنهم «محاسبون على الغزو الفكري الذي نعيشه، كوننا لا نستطيع فصل الجيل الحالي عن أدواته، وفي الوقت ذاته لا نستطيع توجيه العالم، لأن «طبق» الدش يفعل كُل شيء». وتعترف أم سليمان أيضاً بقولها: «وصلني فيديو دعائي لمسلسل سيعرض خلال شهر رمضان». وتتساءل: «إذا كنت أنا السيدة العجوز أشعر برغبة في متابعته، فكيف يمكنني حجب التلفاز عن أولادي لمتابعة ما يحلو لهم من برامج ومسلسلات؟»، ووجهت نداءها إلى ملاّك القنوات: «ارحموا جيلاً غير جيلكم فأبناؤكم منهم». من جهتها، اختارت أم عبير الحل الوسط. وقالت: «لا أستطيع تحطيم جهاز التلفاز لأنني لست أسيرة له كأبنائي»، وأوضحت: «أسمع عن تأثر البعض من الناس بالتلفاز وما يدور فيه خلال شهر رمضان، ولأنني أنحدر من بيئة متعلمة تعودت الاتزان في إدارة حياتي، ولا يمكنني أن أجلس طوال النهار أمام التلفاز». واتفقت أم عبير مع أم جمال وأم سليمان في إلقاء المسؤولية على ملاّك القنوات وقالت: «فضيحة كبيرة أن يكون مالك قناة ما عربي مسلم، ويفضح توجهه في رمضان». وترى أن «الكل شريك ومسؤول، إذا لم يكن الكبار على وعي ودراية بتقديم ما لا يليق بالشهر الفضيل، فمن الأفضل تسليم القنوات إلى شخصيات أجنبية تقدر الشهر الفضيل». وأضافت: «إن أسوأ ما شاهدته في الأعوام الماضية برامج مسلسلات راقصة على اعتبار أنها تسلي الصائمين، لأنهم يعلمون جيداً أن الجيل الجديد لن يتوانى عن المتابعة». أما أم سعيد فهي جدة لعدد كبير من الأحفاد، لكنها تنتظر برنامج «شجون» بفارغ الصبر. وقالت: «نعم أنا كبيرة في السن، لكنني أجلس بجوار أحفادي كل يوم أتابع معهم المسلسلات والبرامج، وأجد في برنامج شجون الهاجري متعة كبيرة». وأضافت: «أؤيد أن تكون للجيل الجديد من البرامج ومتابعة ما يستجد منها». وأضافت: «لست مع من يُحمِّلون القنوات المسؤولية، فالمسؤولية الأولى والأخيرة بيد رب الأسرة، وأعني بذلك الوالدين، فهم من يضعون الأنظمة ويوازنون حياتهم، ومن شبّ على شيء شاب عليه». من جهتها، تؤكد الخبيرة في برامج الحياة الأسرية معصومة حسن أن «انتشار القنوات الفضائية ومبارياتها لمنافسة الحياة الدينية في رمضان، أمر واقع لا نستطيع نكرانه». وأضافت: «نستطيع أن نخفف اللوم على القنوات الفضائية بإيجاد برامج أسرية خاصة». وتابعت: «أعلم أن الأمر صعب في ظل تنوع برامج التواصل الاجتماعي والفضائيات ف«الرموت كنترول» جذاب، والناس لا تستطيع العيش بمعزل عن الآخر، والتجمعات العائلية لا تخلو من أحاديث البرامج التلفزيونية». وانتقدت حسن المجتمع وضعف إرادته في مواجهة الإعلام الشرس. وقالت: «ينبغي على الأسرة أن تحبب لأفرادها الشعائر الدينية، والتقرب إلى الله، وإن كنا سنلوم أحداً على التقصير، فاللوم يقع على الأسرة في الأول والأخير، ولو أن كل أسرة اتجهت إلى أداء فرائض رمضان كما يجب، لما كان للإعلام علينا سطوة تُذكر».