قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري، إن إطار الحل السياسي للأزمة السورية موجود وقائم، فيما أعلن نظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني، اتخاذ قرارات سريّة من ناحية كيفية التحرّك العملي لتغيير الوضع على الأرض في سورية. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بن جاسم، عقده اليوم السبت، بالدوحة في ختام أعمال الاجتماع الوزاري حول سورية، إنه "من الواضح أن هناك مجموعة منا تدفع باتجاه الحل السياسي، إطار هذا الحل موجود وقائم بالفعل وقد وافقت عليه الأممالمتحدة والجامعة العربية وأوروبا والولاياتالمتحدة، واجتمعت كل هذه الأطراف لكي تقول إن الحل الوحيد للمشكلة السورية هو حل سياسي ولا نؤمن بأن هناك حلاً عسكرياً". وحذّر من أن استمرار الصراع في سورية يمكن أن يؤدي إلى الانهيار الكامل للدولة السورية، وقد يؤدي إلى عنف طائفي لا يخدم مصلحة أحد ولاسيما في هذه المنطقة، ولفت الى وجود طرف آخر في الجهود وهو نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي "اختار دوماً الاستجابة باستخدام العنف". وقال إن الرئيس السوري اختار أن "يصعّد الأمور عسكرياً، واختار أن يهاجم الشعب السوري باستخدام الدعم الإيراني وحزب الله، وهي منظمة مصنفة على أنها منظمة إرهابية، حيث شارك حزب الله عبر الحدود بأعمال عنف أكبر". وأضاف أنه "بعد أن تأكد استخدام السلاح الكيماوي واستمرار العنف ودخول حزب الله في المعركة، قررنا أنه لا خيار أمامنا من أجل الوصول إلى هذه المفاوضات إلا أن نقدّم دعماً أكبر من نوع أو آخر، وأنه يجب على كل دولة أن تقدّم الدعم الذي تراه مناسباً"، مؤكداً في الوقت نفسه على "الأهمية البالغة لعقد مؤتمر جنيف 2". وحول طبيعة الدعم الذي سيقدّم لدعم للمعارضة السورية عسكرياً، قال وزير الخارجية الأميركية، إن ما حدث اليوم مختلف لأن الوضع على الأرض مختلف ، فالرئيس أوباما أوضح أنه نتيجة لخرق الخط الأحمر واستخدام الأسد أسلحة كيماوية وعد بتقديم المساعدات التي لم يقدّمها من قبل، وقال إنه سيقدّمها للمجلس العسكري الأعلى. غير أن كيري امتنع عن الحديث عن منظومات عسكرية محددة أو أية برامج مباشرة، موضحاً أن هذا "الأمر غير مسموح به، ولكن ما ما هو واضح أن كل دولة التزمت بزيادة دعم ما تقوم به كاستجابة مباشرة لما بحدث على الأرض". وقال "سنقوم باتخاذ خطوات لزيادة قدرة المعارضة والمجلس العسكري الأعلى من أجل التمكن من معالجة الأمر على الأرض"، وأضاف "طالبنا الكيانات التي تعبر الحدود بأن تغادر، وقد التزمنا باتخاذ تلك الخطوات الملائمة والمعقولة من خلال الأممالمتحدة أو أي هيئات متعدّدة الجنسيات من أجل لفت الانتباه إلى تدخّل هذه الأطراف عبر الحدود واتخاذ خطوات لمعالجة هذا الأمر". الى ذلك، قال كيري إن "حزب الله وكيل لإيران وتدعمه إيران بالكامل تقريباً، ومن الواضح أن حزب الله قرر أن يدخل في هذا الأمر (الأزمة السورية) بصورة كبيرة، وهو منظمة إرهابية حسبما تم تصنيفه من قبل الولاياتالمتحدة، ولقد ثبت ضلوعه في عدد من العمليات الإرهابية في عدد من الدول وكذلك داخل لبنان وضد إسرائيل". واعتبر أن "حزب الله والأسد هي الجهات التي حاولت تقويض الجهود لحل هذا الأمر (الأزمة السورية)، وتحويله إلى وضع متأزم يمكن أن ينفجر ويؤثر على المنطقة بأكملها". بدوره، قال وزير الخارجية القطري، إن الدول المجتمعة في مؤتمر "أصدقاء سورية" في الدوحة اليوم، اتفقت على أهمية الحل السياسي ومؤتمر جنيف، لكنها أكدت أيضاً على أن التوازن على الأرض مهم أيضاً من حيث إعطاء المعارضة السورية وخاصة الجناح العسكري كل ما يتطلبه من أمور يستطيعون من خلالها أن يكون وضعهم على الأرض أفضل. وأضاف "نطلب من كل أصدقائنا التدخّل بشكل سريع لإنقاذ الموقف، وأعتقد أن النقاش اليوم بنّاء وهناك قضايا كثيرة تمّت مناقشتها وهناك قرارات سريّة اتخذت من ناحية كيفية التحرّك العملي لتغيير الوضع على الأرض في سورية". وأعرب عن اعتقاده بأن "المجتمع الدولي مقصّر ومتأخّر في موضوع الأزمة السورية، ولكن نأمل أن تكون هناك صحوة، خاصة بعد أن تم تأكيد استخدام السلاح الكيماوي بشكل أكدت عليه بعض الدول". ورأى أن "هناك حاجة ملحّة للمساعدات الإنسانية، وهناك أيضاً حاجة ملحة للمساعدات التي تجعل المقاومة السورية قوية لأنه إذا استمر الوضع بهذه الطريقة فكل المنطقة ستكون مهددة بشكل أكبر وسيكون هناك مجال للإرهاب بشكل أكبر في المنطقة وهو ما يؤكد أهمية التدخل السريع لحل الموضوع"، موضحاً أنه "هنا لا أقصد التدخّل العسكري بالشكل التقليلدي، ولكن بكيفية دعم مقاومة الشعب السوري".