جدد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أحمد معاذ الخطيب تقديم استقالته، كرد على عدم تحرك المجتمع الدولي إزاء الأزمة السورية، حسبما أفاد عضو الائتلاف الوطني مروان حاجو أمس. وأوضح حاجو أن الخطيب أبلغ الائتلاف باستقالته على هامش اجتماع "مجموعة أصدقاء سورية" الذي عقد في إسطنبول أول من أمس. وأضاف ان الدول الداعمة للمعارضة "لا تقدم المساعدة الكافية" للشعب السوري و"لها معاييرها الخاصة في الدعم، وأن الاستقالة تأتي للتنديد بعدم وجود تحرك جدي لإعانة الشعب السوري". وذكر أن الخطيب، الذي تنتهي ولايته في 11 مايو المقبل، سيبقى عضوا بالائتلاف بصفته "ممثلا عن المجلس المحلي لدمشق"، ما يؤكد أن استقالته "ليست مبنية على خلاف مع الائتلاف بل هي ردة فعل على غياب الدعم". وانتخب الخطيب رئيسا للائتلاف بعد تشكيله بقطر في نوفمبر الماضي، وقدم استقالته مرة أولى في 24 مارس الماضي، منتقدا "ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها". وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن في ختام اجتماعات "أصدقاء سورية" زيادة المساعدات الأميركية المباشرة والتجهيزات العسكرية الدفاعية، إلى 250 مليون دولار، دون أن يعطي تفاصيل عن طبيعة المعدات الجديدة، لكن وسائل إعلام أميركية ذكرت أن المساعدة قد تتضمن سترات واقية من الرصاص ومركبات ومناظير ليلية. وتابع كيري "إن المخاطر بسورية واضحة جدا: خطر استخدام اسلحة كيميائية، وقتل الشعب بصواريخ بالستية واستخدام أسلحة دمار شامل أخرى، وخطر الوصول إلى عنف طائفي". وأضاف "هذا العنف الآن بدأ يعبر الحدود ويهدد الدول المجاورة"، متابعا "حمام الدم هذا يجب أن يتوقف". وأوضح كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع الخطيب ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن المجتمعين تعهدوا بأن تتم كل مساعدة للمعارضة عبر القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر بقيادة سليم إدريس. وقال كيري إن المعارضة قدمت "وثيقة مهمة تمثل رؤيتها لمستقبل سورية، منها الالتزام بسورية تعددية تتمتع فيها كل أقلية بحقوقها، ورفض الإرهاب والتطرف وألا تستخدم الأسلحة الكيميائية، وعدم حصول أي أعمال انتقامية ضد أي طائفة، وعدم وصول الأسلحة للجهات الخطأ، وأولوية الحل السياسي". وجدد أصدقاء المعارضة أمس، وفقا لوثيقة أخرى صدرت عن الاجتماع حسب ما أعلن كيري، تأييدهم للجلوس على طاولة التفاوض لحل الأزمة في إطار اتفاقات جنيف في يونيو 2012. وبدوره طالب الخطيب في المؤتمر روسيا ب"أن تتخذ دورا إيجابيا تجاه الأزمة، ودعا ألا تتورط إيران أكثر مما تورطت وأن تسحب خبراءها وضباطها وأن توعز لحزب الله بسحب مقاتليه تجنيبا لجر المنطقة لمعركة أكبر سيكون الخاسر الأكبر فيها هذه الجهات". وإزاء عدم حصول تقدم في مجال التسليح النوعي، شدد الائتلاف خلال الاجتماع على "تنفيذ إجراءات محددة وفورية لتعطيل قدرة الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية والصواريخ البالستية من خلال ضربات جراحية للمواقع التي ثبت إطلاق صواريخ منها عن طريق طائرات من دون طيار". كما طالب، بحسب ما أوضح في بيان له، ب"العمل على فرض حظر طيران وحماية على الحدود الشمالية والجنوبية لضمان عودة وسلامة اللاجئين السوريين". كما طالب الائتلاف أمس حزب الله "بسحب قواته من الأراضي السورية على الفور"، محذرا من أن تدخلات الحزب اللبناني "ستجر المنطقة إلى صراع مفتوح على احتمالات مدمرة". كما رفض "أي انتهاك تقوم به أي جهة للأراضي السورية". وطالب الائتلاف الحكومة اللبنانية "أن تنظر بمنتهى الجدية للوضع وأن تتخذ قبل فوات الأوان كل ما يلزم من إجراءات لوقف الاعتداءات التي يمارسها حزب الله عبر انخراطه السافر ووقوفه إلى جانب نظام الأسد في حربه على الشعب السوري".