ليس هناك أسوأ من إهمال يؤدي إلى موت أحد، وليس هناك أسوأ من السقوط بأشكاله كافة، وفي المقابل، ليس غريباً أن تسير في طرقات محافظة جدة وتكتشف وجود حفرة غير مؤمنة ومعزولة عن المشاة والمركبات، بل أصبح الأمر مألوفاً، ولم يجفّ ملف وفاة علي منشو وابنه اللذين سقطا في حفرة تقع في أحد أهم الطرق الرئيسة في المدينة الساحلية بعد، إذ كان شاهداً مؤلماً على هذا النوع من الإهمال الذي لامبرر له، وكان الفقد أكبر من العزاء. ويقول المواطن خالد الحميد في حديث إلى «الحياة» إن حفر الصرف الصحي أصبحت من الأخطار الجسيمة التي تهدد حياتنا وحياة أبنائنا وهذا الأمر لم يأت إلا من الإهمال الملموس من الجهات المعنية التي لم تراع قيمة النفس البشرية، إذ لم أعد أخشى على أبنائي من النزول إلى الشارع فقط، ولكن أصبحت أخشى عليهم من المشي على الرصيف لوجود «الحفر» المكشوفة بكثرة. بدوره، يوضح المواطن أحمد القرني أنه يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة وتعزيرية في حق من يقومون بهذا الإهمال الذي أودى بحياة كثير من الأبرياء، إذ إن «حفر» الصرف الصحي أصبحت رعباً حقيقياً يهدد حياة الكثير والحل ليس صعباً ولا مستحيلاً فبمجرد الاهتمام باشتراطات السلامة في الصرف الصحي من الجهات المعنية وإجراء الصيانة الدورية لأغطية هذه الحفر تكون المشكلة انتهت. من جهتها، تشير المواطنة أسماء الحربي ل «الحياة» إلى أنها لم تعد تسمح لأبنائها بالنزول إلى الحديقة بعد «حادثة التحلية» خوفاً من سقوطهم في إحدى «حفر» الصرف الصحي المكشوفة والتي يهمل بعضها مكشوفاً لأيام فيما يكون بعضها مغطى بغطاء متهالك آيل لسقوط في أية لحظة. وتضيف : «أناشد المسؤولين بالاهتمام بمثل هذا الأمر وعدم التهاون فيه، لأنهم محاسبون أمام الله عز وجل وتركهم لهذا الأمر يعد إهمالاً وتهاوناً بأرواحنا وأرواح أبنائنا». بدوره، قال المواطن أمجد السلمي : «وجدت إحدى «حفر» الصرف الصحي مكشوفة فاتصلت مباشرة بالأمانة لإبلاغهم باتخاذ اللازم، إلا أنهم أوضحوا عدم اختصاصهم وأن هذا الأمر من اختصاص شركة المياه الوطنية لأقوم بالاتصال بشركة المياه الوطنية التي بينت لي بأن هذا الأمر من اختصاص الأمانة، وهذا دليل واضح على العشوائية في العمل، ما يسبب عدم وضوح الرؤية لدى المواطن».