الإيمان بالقضاء والقدر ركن أساسي من أركان الإيمان بالله عز وجَل ، وهو يقتضي و يوجب الرضا بإرادة الله في تسييّر مُجريات حياتنا ومايحدث لنا من خيرٍ و شر. غير أن الله دعانا للأخذ بالأسباب وعدم إقحام وتعليق مسؤولية كل شر وكل مُصيبة تحدث لنا بالقضاء والقدر دون الأخذ بالأسباب و المُسببات التي دفعت للشر أن يسير إلينا و يُصيبنا. وعلى مايبدو -كما جرت العادة- على أمانة جدة إنها تُريدنا مُرغمين أن نؤمن بالقضاء والقدر في كل مُصيبة جديدة تُصيب أحدنا ، لأنها تجرد نفسها تماماً من المسؤولية كما صرحت بعد حادثة الأخ علي منشو وابنه يرحمهما الله ، وألقت بكامل المسؤولية على المركز التجاري الذي توفاهم الله بعد خروجهما منه أثر سقوطهما في حفرة للصرف الصحي ، والجهة المُكلفة والمسؤولة عنه أمام الله وأمام القانون هي الأمانة وليس المالك للمركز التجاري في شارع التحلية ! فإذا لم يكن المسؤول الأول والمباشر مسؤول عما يُحدثه الفساد والإهمال وعدم الرقابة في البشر اذن من يتحمل مسؤولية وذنب تلك الأرواح التي تُزهق وينتهي أمرها في حفرة نتيجة لإهمال مسؤولي الأمانة ، ثم تُحول بعد أخذ العزاء في الضحايا للجان تحتاج إلى لجان لرقابتها وتقويمها ، واخيراً وليس آخراً ينتهي الأمر ويُقدم تصريح كتصريح البلدية (البارد) بإخلاء مسؤوليتهم و تعليق كل ماحدث على القضاء والقدر وعلينا كمسلمين الإيمان بذلك دون البحث عن الجاني ! وللأسف الشديد كل حفرة وكل مصرف صحي وكل كيبل كهرباء أو بئر مكشوف يكشف لنا كمية انتشار الفساد والإهمال الذي يتكاثر ويتفاقم في الجهات المعنية والمسؤولة مسؤولية مباشرة بمجريات الأحداث. يا أمانة جدة ، جدة أمانة ، وشوارعها أمانة ، و(بالوعاتها) أمانة ، وأهلها أمانة ، وأرواحنا ايضاً أمانة ، سوف تحاسبون و يحاسب عليها كل من خان تلك الأمانة و تقاعس عن اداء واجبه تجاه وطنه و ربه فيها. فراعوا الله في الناس وقوموا بواجباتكم كاملة فأرواح الذين يموتون ضحايا بسبب إهمالكم في رقابكم. ألا تقشعر أبدانكم حينما تقرؤون: {فإن لم تكن تراه فإنه يراك}. أمانة عليكم تذكروا هذا جيداً فليس الله غافلاً عما تعملون. عزائي الصادق لذوي المتوفين فلا أملك غيره. آمنت بالله ، آمنت بالله. rzamka@ [email protected]