كشفت دراسة طبية حديثة عن مرض «كورونا» في السعودية صادرة من وزارة الصحة السعودية نشرت في مجلة عالمية أخيراً، أن المملكة استطاعت تبديد المخاوف العالمية من انتقال المرض بين المخالطين، كما كشفت عن مجموعة من صور الأشعة والجداول لبعض المرضى وأسرهم خلال تعرضهم للمرض، إذ شارك في إعدادها مجموعة من الأطباء يتقدمهم وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة، والدكتور زيد ميمش وآخرون. وأثبتت الدراسة التي نشرتها أقدم مجلة طبية عريقة تعرف ب «The new England journal of medicine» التابعة لجمعية مانشسيت الطبية الأميركية التي اشتهر عنها تخصصها في نشر الدراسات الطبية في 29 أيار (مايو) 2013 تبدد المخاوف العالمية الناتجة من انتقال العدوى بين المخالطين، مشيرة إلى أن المرض يؤدي إلى طيف من الاعتلالات السريرية، مع وجود حاضن حيواني متوقع غير مكتشف. وأشارت إلى أن أول اكتشاف لمرض «كورونا» كان في أيلول (سبتمبر) 2012 من عينة أخذت من رجل أعمال في السعودية وتوفي لاحقاً بفشل تنفسي حاد، فيما تطرقت الدراسة الطبية التي جاءت تحت عنوان «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لالتهاب الفيروس «كورونا» في المجموعات الأسرية» إلى عدد الحالات التي حددت بنحو 49 حالة، كما وصل فيها عدد الوفيات إلى نحو 26 حالة. وناقشت المجموعات الأسرية التي ظهر فيها المرض، الأعراض الإكلينيكية، ونتائج العلاج، مبينة أن ثلاثة أفراد من أسرة واحدة ظهر فيها المرض بعد إصابة أحد أقاربهم في المنزل، وأن 24 فرداً من الأسر المخالطة لم يظهر فيها المرض، إضافة إلى أن نحو 126 فرداً من الطواقم الطبية التي أشرفت على المصابين لم يظهر بها المرض. وخلصت الدراسة إلى أن مرض «كورونا» يؤدي إلى طيف من الاعتلالات السريرية، مع وجود حاضن حيواني متوقع غير مكتشف، فيما أشارت إلى أن المخاوف العالمية الناتجة من انتقال العدوى بين المخالطين تبددت نوعاً ما بحسب هذه الدراسة، مؤكدة أن الفحص الروتيني لفيروس «كورونا» يتم لكل مريض في السعودية يصاب بالتهاب رئوي شديد. يذكر أن الدراسة لم تشر إلى اتصال العوائل المصابة بمرض «كورونا» مع أي حيوان من عدمه، كما لم تشر إلى أنواع الحيوانات التي أشارت لها الدراسة باحتمالية نقلها للمرض. أبرز حالات الدراسة استعرضت الدراسة الطبية عن مرض «كورونا» في السعودية مجموعة من الصور لأحد المرضى، وهو عسكري متقاعد عن العمل يبلغ من العمر 70 عاماً، كان يعاني من السكري النوع الثاني، واحتشاء قلبي، وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى أنه كان يعاني في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2012 من ارتفاع درجة الحرارة، واحتباس بولي، وألم في الخاصرة، والتهاب في المسالك البولية، وفي 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2012 أصبح يعاني من نوم، وفشل قلبي، وقبل تنويمه بستة أشهر سافر إلى البحرين مع اثنين من أبنائه لمدة وجيزة. وأشارت إلى صور أشعة مريض يبلغ من العمر 39 عاماً، كان يعمل في مصنع وأحضره ابنه الكبير في 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2012 إلى الطوارئ أصيب بارتفاع في درجة الحرارة لمدة أربعة أيام، ورعشة وكحة ببلغم مصحوبة بدم، وعولج بمضاد الفايروسات، وهو مدخن، وبعد الكشف وجد لديه التهاب رئوي، وقد وضع على الأوكسجين وتحسنت حالته وتم إخراجه من المستشفى، بينما رجع في اليوم التالي إلى المستشفى لنقص حاد في أوكسجين الدم، والتهاب شديد في الرئتين ما أدى إلى تدهور حالته الصحية خلال يومين وتوفي في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.