لن يكون اجتماع «منظمة الدول المصدّرة للنفط» (أوبك) المزمع عقده في الأسبوع المقبل مبعث قلق بالنسبة الى تجار النفط، على عكس اجتماعات سابقة للمنظمة شهدت صراعات وكان يصعب معها التنبؤ بالنتائج. وتشير الوفود المشاركة في الاجتماع إلى وجود فرصة كبيرة لاستمرار سياسة الإنتاج الحالية من دون تغيير. ولم يعد الاجتماع الذي يعقد في 31 من الشهر الجاري من ضمن عوامل الأخطار التي يتابعها المتعاملون عن كثب. وأحد أسباب ذلك أن سعر «برنت» قريب جداً من السعر الذي تفضّله السعودية عند 100 دولار للبرميل. وعلى رغم ارتفاع السعر بالمعايير التاريخية إلا أنه أقل من مستوى 125 دولاراً للبرميل الذي أثار قلق الدول الكبرى المستهلكة للخام العام الماضي. وأنعشت ثورة النفط الصخري في الولاياتالمتحدة آمال المستوردين باحتمال توقف الاتجاه الصعودي لأسعار الوقود الذي استمر على مدار العقد المنصرم. وارتفع المتوسط السنوي الإسمي للسعر العالمي إلى أكثر من أربعة أمثاله في 10 سنوات من 25 دولاراً في 2002 إلى 111 دولاراً في 2012. وقال وزير النفط الجزائري السابق شكيب خليل «أوبك في وضع صعب، اذ يتراجع الطلب على نفط المنظمة في حين يلبي آخرون من خارج أوبك الزيادة في الطلب». ورأى كبير الاقتصاديين في «بي بي»، كريستوف رول أن زيادة الامدادات في أميركا الشمالية ستؤدي إلى انخفاض الطلب على نفط «أوبك» حتى نهاية العقد، وتعزيز الطاقة الفائضة لديها. وقال «تواجه أوبك وضعاً صعباً بالفعل». ويؤكد مندوبون في «أوبك» أن اجتماع المنظمة سيبقي على سقف الانتاج عند 30 مليون برميل يومياً. وأشار مندوب من دولة خليجية إلى أن السعر «ما زال معقولاً ولم ينزل عن 100 دولار، لذا يبدو الأمر جلياً، اي الابقاء على سقف الانتاج الرسمي وإدخال تعديلات غير رسمية إذا لزم الأمر». وقد يشهد العام المقبل انخفاضاً للطلب العالمي على نفط «أوبك». ويرى مندوبون أن ذلك قد يبرر خفض الإمدادات. وقال مسؤول في «أوبك» «سنواجه مشكلة في 2014 وربما نضطر لخفض الامدادات. إذا قررت المنظمة استباق الأحداث فسنبدأ في مناقشة حصص الإنتاج لكل دولة بجدية». في هذا المجال، نقلت وكالة أنباء الامارات عن وزير الطاقة الإماراتي الجديد، سهيل المزروعي، قوله إن أسعار النفط الحالية «مناسبة وعادلة» ولا تهدد النمو الاقتصادي. ونقلت الوكالة الرسمية عنه قبل مغادرته إلى فيينا للمشاركة في اجتماع «أوبك» قوله «نعتقد كمنتجين للنفط بأن مستوى السعر الحالي لا يزال يشكل حافزاً للاستثمارات الجارية والضرورية لزيادة طاقة إنتاج النفط». أضاف: «بالنسبة للمستهلكين فإن هذا المستوى لا يؤثر سلباً على الانتعاش الاقتصادي العالمي وآفاق النمو في المستقبل، لذلك فإننا نراه مناسباً». في التعاملات، هبطت أسعار العقود الآجلة لمزيج «برنت» صوب 102 دولار للبرميل مع ضعف التوقعات الاقتصادية في سوق متخمة بالمعروض واستبعاد أن تغيّر «أوبك» سياستها الإنتاجية. وهبطت العقود الآجلة ل «برنت» 31 سنتاً إلى 102.33 دولار للبرميل بعد أسوأ أداء أسبوعي لها في خمسة أسابيع. وهبط الخام الأميركي 53 سنتاً إلى 93.63 دولار للبرميل. في سياق مختلف، أعلنت «المؤسسة الوطنية للنفط» الليبية إن صادرات الخام بلغت 43.83 مليون برميل في نيسان (ابريل). وأشارت إلى أنها صدّرت 37.281 مليون برميل في حين صدر شركاؤها الكمية المتبقية.