طرابلس، بغداد، لندن - رويترز، أ ف ب - أكد رئيس «مؤسسة النفط الوطنية» الليبية شكري غانم لوكالة «فرانس برس» أمس، أن إنتاج بلاده من النفط انخفض الى النصف بسبب أعمال العنف التي تشهدها البلاد. وقال غانم إن «إنتاج ليبيا من النفط انخفض إلى النصف بسبب خروج العمال الأجانب لعدم شعورهم بالاطمئنان» إثر الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد منذ الثورة التي اندلعت في وجه الزعيم معمر القذافي. وأضاف: «هناك أيضاً خروج العمال الليبيين، لكن الأجانب في معظمهم من الفنيين، ما جعل خروجهم يؤثّر في الإنتاج»، رافضاً إعطاء أي أرقام محددة حول كمية الإنتاج النفطي الحالي. ويبلغ إنتاج ليبيا من النفط في الأوقات العادية نحو 1.6 مليون برميل يومياً، يصدَّر نحو 85 في المئة منه إلى أوروبا وفقا للوكالة الدولية للطاقة. وتراجعت أسعار النفط ما يزيد عن ثلاثة دولارات لفترة قصيرة قبل أن تنتعش بعدما أعلنت جامعة الدول العربية أن خطة للسلام في ليبيا قيد الدرس. لكن المتعاملين في النفط يشككون في إمكانية التوصل إلى حل سريع للأزمة الليبية. وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي مزيج «برنت» للشحنات تسليم نيسان (أبريل) إلى 113.09 دولار للبرميل، قبل أن تنتعش إلى نحو 115.80 دولار للبرميل. وهبطت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 35 سنتاً إلى 101.88 دولار للبرميل بعدما تراجعت إلى 100.37 دولار. واستقر العقد عند التسوية أول من أمس عند 102.23 دولار للبرميل متجاوزاً مئة دولار للمرة الأولى منذ أيلول (سبتمبر) 2008. وقال المحلل لدى «كومرتس بنك» في فرانكفورت، كارستن فريتش: «دفعت خطة السلام في ليبيا في شكل واضح السوق نحو الهبوط، لكن يبدو أنه تأثير عابر على الأسعار التي يُحتمل أن تصعد مجدداً». العراق وأعلن وزير النفط العراقي عبدالكريم اللعيبي، أن «أوبك» قلقة في شأن الأوضاع في ليبيا، لكن لديها إمدادات كافية لتغطية أي نقص ناجم عن الثورة في ليبيا. وقال اللعيبي إن أسعار النفط العالمية الحالية مقبولة ولا تؤثر على الاقتصاد العالمي. وأضاف أمام صحافيين في بغداد أن هناك قلقاً، لكن صادرات النفط الليبية محدودة ولدى «أوبك» طاقة إنتاجية فائضة تفوق ما تنتجه ليبيا. وقال اللعيبي إن استقرار أسعار النفط العالمية مسألة من الصعب تقديرها، لكنه لم يتوقع زيادة كبيرة في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة إذ تستطيع السعودية ضخ مزيد من النفط لوضع سقف للأسعار عندما يتطلب الأمر. والسعودية هي العضو الأكثر تأثيراً في «أوبك» ولديها أكبر طاقة إنتاجية فائضة. وأعرب اللعيبي عن حرص «أوبك» على استقرار الأسعار وعدم تأثر النمو الاقتصادي العالمي. وقال إن الأسعار حتى الآن لا تشكل خطراً على النمو الاقتصادي العالمي وإنها مقبولة. ولفت اللعيبي إلى غياب أي محادثات حتى الآن في شأن عقد اجتماع استثنائي ل «أوبك» حول الموقف في ليبيا، وقرر عقد الاجتماع التالي للمنظمة في حزيران (يونيو). وأضاف أن العراق يهدف إلى تصدير ما يزيد عن 2.2 مليون برميل يومياً من النفط في آذار (مارس) الحالي وأنه يمضي قدماً في بناء منشآت جديدة للتصدير يمكن أن تعزز طاقته التصديرية من ميناء البصرة بما يزيد عن نصف الطاقة الحالية التي تبلغ 1.8 مليون برميل يومياً. وبلغت صادرات العراق من النفط في شباط (فبراير) 2.202 مليون برميل يومياً، مرتفعة من 2.16 مليون برميل يومياً في كانون الثاني (يناير). والمستويات الحالية هي الأعلى من نوعها منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003.