رسمت أسواق الأسهم وبيانات لمبيعات التجزئة الأمريكية في مرحلة مبكرة من تداولات آخر يوم من الأسبوع الماضي (الجمعة) صورة مشجعة للطلب على الخام في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم، قبل أن تغلق أسعار العقود الآجلة لخام برنت مستقرة متخلية عن مكاسبها كلها تقريبا عقب بيانات ثقة المستهلكين في أمريكا التي أثارت مخاوف من مشاكل اقتصادية أكثر حدة قد تكبح الطلب على النفط، في حين أنهت عقود برنت تسليم سبتمبر جلسة التعاملات في بورصة البترول الدولية بلندن مرتفعة سنتا واحدا لتسجل عند التسوية 108.03 دولار للبرميل بعد ان تراوحت في نطاق من 106.86 الي 109.16 دولارات. وبذلك تكون عقود خام القياس الأوروبي قد أغلقت لأقرب استحقاق الأسبوع منخفضة 1.34 دولار أو 1.23 بالمائة في ثالث أسبوع على التوالي من الخسائر، كما أغلقت أسعار العقود الآجلة للنفط الأمريكي منخفضة مرتدة عن يومين من المكاسب بعد ان غطى هبوط ثقة المستهلكين في أمريكا على قفزة في مبيعات التجزئة. أما عقود الخام الأمريكي فقد أنهت تداولات الأسبوع على انخفاض في ثالث أسبوع على التوالي من الخسائر بعد أن زادت بيانات ثقة المستهلكين من المخاوف من احتمال ان ينزلق أكبر اقتصاد في العالم إلى الركود مرة أخرى بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حيث أنهى الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم سبتمبر جلسة التعاملات في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) منخفضا 34 سنتا أو 0.4 بالمائة إلى 85.38 دولارا للبرميل بعد أن تراوح في نطاق من 84.02 دولارا إلى 87.37 دولارا للبرميل، وتنهي عقود الخام الأمريكي لأقرب استحقاق الأسبوع منخفضة 1.50 دولار أو 1.73 بالمائة. برنت فقد الأسبوع الماضي نحو 20 دولارا منخفضا عن أقصى سعر وصل إليه هذا العام، والذي بلغ 127 دولارا، بسبب قلق الأسواق من تراجع الطلب على النفط الناتج عن أزمة الديون الأوروبية وتراجع التفاؤل بمستقبل الاقتصاد الأمريكي. وكانت عقود النفط للخام الأمريكي خلال التعاملات الإلكترونية في بورصة نيويورك قد ارتفعت بدعم من تراجع الدولار وعودة المستثمرين إلى «ركوب» موجة المخاطرة من جديد بعد التذبذب القوي الذي شهدته الأسواق في الفترة القليلة الماضية، حين ارتفعت عقود سبتمبر المتداولة في نيويورك إلى أعلى مستوياتها في أربعة أيام عند 84.41 دولار بعد إضافة أكثر من 1.5 دولار لرصيدها. وعلى الرغم من المكاسب الأخيرة لعقود النفط إلا أنها تراجعت بنسبة 14 بالمائة خلال تعاملات الشهر الماضي، وسط مخاوف متنامية بشأن صحة الاقتصاد العالمي. يذكر أن خام برنت فقد الأسبوع الماضي نحو 20 دولارا منخفضا عن أقصى سعر وصل إليه هذا العام، والذي بلغ نحو 127 دولارا، بسبب قلق الأسواق من تراجع الطلب على النفط الناتج عن أزمة الديون الأوروبية، وتراجع التفاؤل في مستقبل الاقتصاد الأمريكي. وفي هذا الإطار لم تبد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قلقها من تراجع أسعار النفط إذ بقي في حدود أكثر من 100 دولار، وسيكون تدخلها في حال وصل إلى معدل 90 دولارا للبرميل، في ظل توجه وزراء المنظمة لعقد اجتماع طارئ إذا شعرت الدول الأعضاء أن الأسعار على وشك تسجيل تراجع ملموس، في الوقت الذي نفى فيه فريق من مندوبي أوبك وجود احتمالات بعقد هذا الاجتماع قبل الموعد المقرر أصلا للاجتماع الدوري في ديسمبر القادم، أو احتمال خفض الإنتاج، في حين يرى البعض ان «الارتباك يشوب الأوضاع حاليا، فالطلب ضعيف، والاقتصاد غير مشجع، لكن سعر برنت ما زال فوق 100 دولار للبرميل، وأوبك ستنتظر لترى ما سيحدث». وكانت بعض دول الخليج الأعضاء في أوبك مثل المملكة والإمارات والكويت وقطر - وهي الأكثر اعتدالا بالنسبة للأسعار- قد رفعت من قدراتها الإنتاجية بعد ان عرقلت ايران ودول افريقية أعضاء، الى جانب فنزويلا، مقترحا لرفع سقف الإنتاج في يونيو الماضي، وقد أسهم هذا الرفع في زيادة سقف الإنتاج إلى أكثر من 30 مليون برميل يوميا بحلول يوليو الماضي، وهو الأعلى لهذا العام، معوضا نقص الإمدادات الليبية بسبب القتال الدائر هناك، حسب تقديرات امانة المنظمة. في الوقت الذي لم تطلب فيه الدول المستهلكة مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية بعد أي إمدادات إضافية، رغم العروض المطروحة لمزيد من النفط على بعض المشترين في آسيا خلال شهر أغسطس إضافة الى الكميات المتعاقد عليها. وفي سياق متصل قال بنك مورجان ستانلي ان احتمال أن يصل سعر النفط هذا العام الى 120 دولارا للبرميل - وهو السعر الذي توقعه البنك في وقت سابق- قد لا يتحقق في ضوء زيادة الأحجام عن المخاطرة وانخفاض توقعات النمو. ورغم ذلك لا يزال البنك الاستثماري يعتقد أن الأسعار تتجه نحو الصعود مع تراجع المخزونات في النصف الثاني من العام الجاري. وقال مورجان ستانلي انه بينما يتباطأ النمو في الواقع فإن الأسواق الناشئة التي شكلت نصيب الأسد في نمو الطلب في السنوات العشر السابقة من المتوقع أن تسجل أداء جيدا. من جانبها تحولت عقود الغاز الطبيعي الآجلة المتداولة في بورصة نيويورك إلى الارتفاع بعد ان كشف تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن ارتفاع مخزوناته خلال الأسبوع المنتهي في الخامس من أغسطس بأقل من المتوقع. و أضافت عقود سبتمبر 1.9 بالمائة أو 8 سنتات لرصيدها إلى مستوى 4.08 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بعد الإعلان عن ارتفاع المخزونات بحوالي 25 مليار قدم مكعب في الأسبوع الماضي، وهو ما يقل عن حيز توقعات المحللين بين 28 إلى 34 مليار قدم مكعب.