مع احتدام المعارك امس، في القصير (داخل سورية) التي يشارك فيها مقاتلو «حزب الله» الى جانب القوات النظامية السورية ضد مقاتلي المعارضة السورية، وتشييع الحزب المزيد من ضحاياه الذين يسقطون في هذه المعارك، ومنهم امس، اسماعيل علي زعيتر من بلدة الكنيسة والذي نقل جثمانه من بيروت الى البقاع في موكب أُقيمت له محطات استقبال من جانب مناصري الحزب في اكثر من نقطة بقاعية، سجلت تصريحات سياسية في «عيد التحرير» انتقد بعضها ما يقوم به الحزب مذكراً ب «انجازات الحزب ضد العدو الاسرائيلي» ومحذراً من الفتنة. ونظم «حزب الله» احتفالاً تأبينياً لأحد مقاتليه عباس علي رشيد المقداد في بلدته مقنة، وقال مسؤول القسم الثقافي للحزب فيصل شكر: «نحن وأبناؤنا وأطفالنا ونساؤنا وشبابنا مستعدون لتقديم كل ما نملك من مال وأرواح لنحمي هذه الأمة ونحمي أضرحة أئمتنا ومقدساتنا في أي مكان في العالم». وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان ذكرى التحرير «تشكل يوماً وطنياً مجيداً في تاريخ لبنان المعاصر، أثبت للعالم أن شعباً يتمسك بحقه ويقاوم في سبيله، يستحق الحياة والكرامة. ويجب أن تشكل حافزاً لنا للمضي في تعزيز وحدتنا الوطنية، لأنها السبيل الوحيد لتعزيز سلطة الدولة القوية الحاضنة للجميع وإفشال المؤامرات التي تستهدف النيل من امن لبنان واستقراره». ودعا الى «تعزيز هذا الانتصار بعدم الافساح للعدو الاسرائيلي بالنفاذ مجدداً الى الداخل اللبناني ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار فيه». ورأى «أن العبرة الأساسية التي يجب ان نستخلصها وجوب تضافر جهود جميع اللبنانيين وتوحدهم حول الثوابت التي تحمي وطنهم، لأن الشرذمة القائمة لا تخدم الا إعداء لبنان». وحيّا «ذكرى الشهداء الذين سقطوا على ارض الجنوب وحققوا هزيمة العدو». ورأى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ان «اندحار المحتل الصهيوني بلا شرط او قيد او معاهدة او اتفاق، كان بفضل الله تعالى اولاً، ثم بعد ذلك أبناء الوطن في الجيش اللبناني والمقاومين من مختلف الاحزاب والقوى الوطنية دفاعاً عن الوطن، وشرف الامة حققه لبنان وبرهن للعالم ان ارض الوطن غالية وأنها لا تسترد إلا بالتضحيات لكي نستحق العيش فيها وعليها». ونبه المواطنين والسياسيين الى ألا يغفلوا عن مكر العدو الصهيوني وتربصه بوطنهم، مهما كثرت الخلافات بينهم واشتدت، وأن يحفظوا العهد بينهم على مواجهة هذا العدو معاً يداً بيد وجبهة واحدة متراصة». وهنأ السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي الرئيس السابق للحكومة سليم الحص «الذي كان شريكاً في صناعة هذا المجد للبنان والامة»، وقال بعد زيارته في منزله: «كانت فرصة للتداول مع دولة الرئيس في ما يجري من حرب على سورية ومن فتنة يخطط لها لإشعال المنطقة فيها، وكان حرصه على عدم تضييع هذا الدرس الكبير الذي صنعه المقاومون في عيد التحرير، وبالتالي تحصين لبنان وسورية والمنطقة في مواجهة الفتنة التي تريد اسرائيل وأميركا والقوى المتربصة في المنطقة استغلال الفتنة لضرب إنجاز التحرير وكل معاني السيادة والمقاومة والكرامة التي جسدها هذا العيد». ورأى ان «المقاومة تصنع غدها وانتصاراتها المقبلة في سورية ولبنان ومصر وكل المنطقة العربية، وإسرائيل تدرك انها صارت في الحال التي تستشعر فيها الخوف على وجودها، وبالتالي الغطرسة التي كانت تتمتع بها وتخاطب بها كل المنطقة، نراها اليوم في حال أخرى، لذلك المستقبل لنا».