مال بعض التصريحات التي أدلى بها مسؤولون في قوى 8 آذار الى اتهام قوى 14 آذار ب «السعي الى الانقلاب على اتفاق الدوحة» و «استحضار لغة التشنج» خلال الخطب التي ألقيت في ذكرى اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، في وقت حرص آخرون على تأكيد أهمية الشراكة «لأن أحداً لن يستطيع التفرد بالحكم». وأكد النائب علي خريس في احتفال تأبيني أن «حركة أمل تقف بقوة ضد أي فتنة يمكن أن تزعزع الوفاق الداخلي والسلم الأهلي وأن العابثين بأمن المواطنين يجب كشفهم ونحن على ثقة بأن القضاء سيأخذ دوره في هذا المجال». وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد في احتفال تأبيني في طيردبا في ذكرى اغتيال القيادي في «حزب الله» عماد مغنية «اننا حريصون على مشروع الدولة في لبنان وخلافنا مع الفريق الآخر ليس على فعل مشروع الدولة فلا بد للناس من نظام ولا بد للناس من دولة، لكن الخلاف حول سلوكية هذا النظام». ورأى «ان الذي يقدم الدم من اجل ان يبقى الوطن حراً عزيزاً من الصعب عليه ان يتعايش مع أصحاب ذهنية تهدر التراث لهذا الوطن وتعطل امكاناته وتتباين في نظراتها مع نظرة القادة الشهداء. ان خلافنا ليس مع الأشخاص بحد ذاتهم انما مع السلوكيات والمواقف والخيارات. هناك صورة وطنية مشرقة قدمها الجيش اللبناني بتنسيقه مع المقاومة والدفاع عن البلد وحمايته ظهر المقاومين والشراكة معهم في التصدي للعدوان الإسرائيلي كما ان هناك صورة مخزية قدمها بعض ضباط الأجهزة الذين تربوا على عقلية المسامحة مع هذا العدو والترحيب به وإكرام ضيافته وهو يحتل ارضنا ويقتل أطفالنا ونساءنا ويدمر بيوتنا». وانتقدت القيادة القطرية ل «حزب البعث العربي الاشتراكي» برئاسة الوزير السابق فايز شكر في بيان «معاودة فريق 14 شباط التصعيد السياسي بعد اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية»، معتبرة ان هذا «يدل على ان هذا الفريق مستمر في الدور التخريبي الذي انتهجه، حيث يسعى الى الانقلاب على هذا الاتفاق». وانتقدت القيادة الكلمات التي ألقاها بعض «أركان فريق 14 شباط في احتفال السبت الماضي»، مشيرة الى «محاولات البعض استغلال المحكمة الدولية مرة جديدة لمصالح سياسية وانتخابية». ودانت «الأحداث التي حصلت بعد الاحتفال وما نتج منها وما تلاها من أعمال تخريبية في أكثر من منطقة لبنانية». وأعلن عضو المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي: «أننا نذهب الى الحوار كي نستعيد القرار السياسي الرسمي اللبناني ليكون جنباً الى جنب مع أركان الاستراتيجية الدفاعية، وكي نكون معاً في مواجهة واحدة ضد العدو الإسرائيلي لنزيد قوة لبنان ومناعته. فكما نحن على المستوى العسكري واللوجستي والميداني أيضاً نكون على المستوى السياسي والوطني والوحدة الوطنية». وقال قماطي: «ما نريده من الحوار الوطني، ولن نقبل بغير ذلك، لن نفاوض لا حول أن يبقى السلاح أو لا يبقى السلاح، ولا نفاوض حول اندماج المقاومة بالجيش أو عدم اندماج المقاومة بالجيش، لن نفاوض هل تعطى لنا الفرصة الكريمة لنكون من انصار الجيش أو لا تعطى فرصة ان نكون من أنصار الجيش كما اقترح البعض. ما نريده هو اكتمال هذه الاستراتيجية التي قمنا عليها وان ينضم إلينا القرار الرسمي اللبناني جنباً الى جنب لنحصن لبنان ويقوى لبنان ولتبقى قوة لبنان بالجيش والمقاومة والشعب والقرارات الرسمية هي التي تصنع معادلة القوة والرعب والردع في مواجهة إسرائيل». وفي موضوع الانتخابات النيابية، قال قماطي: «رحبنا بهذه الانتخابات، وأصررنا على ان تجرى في موعدها الدستوري، واعتقد ان كلاً من المعارضة والموالاة معا يريدان إجراء هذه الانتخابات في موعدها الدستوري ولسبب بسيط واحد لأن المعارضة تعتقد انها ستحقق الأكثرية، وكذلك الموالاة من جهتها تعتقد انها ستحقق الأكثرية، وفي كل الحالات لا يستطيع أحد في هذا البلد أن يستأثر أو يحكم أو يتفرد إلا إذا حقق أكثر من ثلثي أعضاء المجلس النيابي». ورأى عضو المجلس السياسي في «حزب الله» الشيخ خضر نور الدين «ان فريق 14 آذار يرى في الانتخابات النيابية المقبلة المورد الوحيد لبقائه سياسياً، وهو يحشد ويعمل على أساس المال السياسي والترغيب، لأنه يرى أن فرصته الوحيدة للبقاء سياسياً في لبنان هي النجاح في هذه الانتخابات». وقال: «نقول لأهلنا ولو قبل أشهر من الانتخابات ان المعارضة بكل أحزابها وجماعاتها وشخصياتها مطمئنة لهذه الانتخابات، لأن الآخرين سقطوا برهاناتهم الخارجية والداخلية وبسياسة الاستئثار بالسلطة وسقطوا باللعب على القانون والتهرب من القانون تحت شعار القانون، وما حملهم لقضية صندوق مجلس الجنوب إلا وسيلة من الوسائل التي يريدون من خلالها تعويض ما أصابهم معنوياً لجمهورهم الذي لم ير فيهم بعد أي أمل بالنهوض والاستمرار». واعتبر رئيس المكتب السياسي في حركة «أمل» جميل حايك «ان الثوابت الوطنية لن تسقط بمجرد غلبة فريق على فريق آخر، فلبنان محكوم بالتنوع والشراكة والتفاهم». ودعا الجميع «الى الاستفادة من تجربة الانتخابات الإسرائيلية، وما أرسته من نتائج مفادها ان الناخب الصهيوني اختار أقصى عناوين التطرف، عله بذلك يستعيد بعض الهيبة للجيش الإسرائيلي وقياداته التي سقطت تحت أقدام أطفال الجنوب وأطفال غزة». ولفت الى «أن المعارضة ستدعو الى الشراكة والمشاركة مهما كانت نتائج الانتخابات النيابية التي هي أساس بقاء لبنان وجوهر وجوده». وقال: «ان السلام الداخلي هو أفضل وجوه الحرب ضد العدو الذي يسعى الى تعطيل دور لبنان الرائد في المنطقة». وقال عضو قيادة الحركة عباس عباس في مناسبة للحركة «ان استحضار لغة التشنج من بعض الأفرقاء يضر بمصلحة الوطن ويعزز حال الانقسام التي عانى منها الوطن طويلاً ودفع المواطنون إثماناً باهظة من حياتهم واستقرارهم الأمني والمعيشي»، داعياً «الى كلمة سواء وخطاب هادئ يريح الأجواء العامة ويعزز طاولة الحوار لتكون المكان الوحيد لمناقشة القضايا الوطنية المختلفة».