قتل ضابط في الاستخبارات اليمنية، في محافظة حضرموت، برصاص مسلحين مجهولين يُعتقد بأنهم عناصر في تنظيم «القاعدة» بعدما تجدد الاغتيالات التي طاولت عشرات الضباط في الأمن والجيش في العامين الأخيرين، في وقت أكد الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس وجود «بؤر جرثومية» تستهدف تحطيم القوات المسلحة في بلاده، على خلفية تزايد حوادث تحطم الطائرات العسكرية. وقالت مصادر أمنية، «إن مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية، مساء الجمعة في مدينة المكلا أطلقا النار من مسدس كاتم للصوت على العقيد في جهاز الأمن السياسي اليمني (الاستخبارات) عبدالله الرباكي، أثناء وجوده في منطقة «باجمعان»، ولاذا بالفرار، ما أدى إلى مقتله على الفور بعد إصابته برصاصة في الصدر». ولم تتمكن الأجهزة الأمنية اليمنية من تحديد هوية مطلقي النار، إلا أنها تعتقد أنهما من «القاعدة» واعتبرت الأجهزة العملية في سياق مسلسل الاغتيالات الذي طاول عشرات الضباط في الجيش والأمن خلال عامين». وكان العقيد الرباكي واحد من الذين وردت أسماؤهم ضمن لائحة توعدها «القاعدة» بالتصفية. وتضم اللائحة قيادات أمنية وعسكرية، بحسب ما أوردته مواقع جهادية مقربة من التنظيم على شبكة الإنترنت. وأكد الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس، خلال محاضرة أمام منتسبي القوات الجوية والدفاع الجوي في بلاده، وجود ما أسماه «البؤر الجرثومية» التي قال إنها تستهدف المؤسسة العسكرية اليمنية وتسعى إلى تدمير القوات الجوية اليمنية ووحدتها. وتأتي تصريحات هادي، بعدما تزايدت حوادث تحطم الطائرات العسكرية في الآونة الأخيرة، في أجواء العاصمة صنعاء، في ظل ظروف غامضة، كان آخرها طائرة من طراز «سوخوي 22» تحطمت الاثنين الماضي، فوق حي سكني جنوب صنعاء، في ثالث حادث من نوعه تشهد المدينة خلال ستة شهور. وقال هادي، في المحاضرة التي نقلها التلفزيون «إن ما يحصل من حوادث في القوات الجوية وخلال فترة زمنية وجيزة يؤكد أن هناك بؤراً جرثومية تعمل على تخريب هذه الوحدة العسكرية المهمة لكنها لن تتمكن في النهاية من تحقيق غاياتها وسيتم استئصالها». وأضاف أن «حوادث الطيران تشكل أمراً واقعاً مألوفاً في جميع أرجاء العالم، لكن للأسف نحن هنا في اليمن لا نبحث عن الأسباب ومعالجة الجذور التي أدت إلى تلك النتائج بل يعمل البعض على جانب الإثارة وتشويه الحقائق وإلحاق الضرر بالمؤسسة العسكرية». واعترف الرئيس اليمني أن بلاده تعيش حالة صراع مع «القوى التي لا تريد لليمن الخير والاستقرار»، مؤكداً أن تلك القوى «تعمل على عودة البلاد إلى مربع الصراعات وإعادة إنتاج الماضي بكل سلبياته وتعقيداته». وتسببت حوادث تحطم الطائرات اليمنية المتكررة، في إثارة جدل متزايد ما جعل قائد القوات الجوية اللواء طيار راشد الجند، يظهر على إحدى قنوات التلفزيون المحلية، مؤكداً وجود مؤامرة قال إنها تستهدف الطائرات العسكرية اليمنية. وفجر الجند مفاجأة غير متوقعة، حين رجح أن حوادث تحطم الطائرات الثلاث الأخيرة التي سقطت فوق صنعاء، تسبب بها إطلاق نار، بحسب ما توافر من قرائن، نافياً نتائج تقارير سابقة كانت أشارت إلى أن «الخلل الفني» هو المسؤول عن تحطم هذه الطائرات. واستعرض قائد القوات الجوية اليمنية، حوادث إطلاق نار مماثلة، نجت فيها الطائرات بعد إصابتها بعيارات نارية مجهولة، نافياً أن تكون الطائرات التي تحطمت متهالكة أوغير صالحة للطيران، أو أنها لا تخضع للفحص الفني اللازم، كما تردد في وسائل الإعلام. وتحطمت نحو 34 طائرة عسكرية معظمها من صنع روسي خلال السنوات ال15 الأخيرة، بحسب إحصاء شبه رسمي حصلت عليه «الحياة» وكانت نتائج التحقيقات فيها تشير إلى وجود «خلل فني».