أقدم مسلح يعتقد أنه ينتمي إلى تنظيم»القاعدة» في اليمن على اغتيال ضابط في الاستخبارات اليمنية، عصر أمس، بالقرب من منزله، في أحد أحياء العاصمة صنعاء، بعد أقل من ساعة على قيام فريق من قوات مكافحة الإرهاب اليمنية باعتقال مسلحين من «القاعدة» في أحد الأسواق الشعبية بالعاصمة صنعاء كانوا يخططون لاغتيال مسؤولين حكوميين بسيارة مليئة بالمتفجرات. وأكد مصدر في وزارة الداخلية ل «الحياة» أن مسلحاً مجهولاً اغتال امس ضابطاً في جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) برتبة نقيب يدعى محسن حمران، بالقرب من منزله في حي نقم بجوار حديقة برلين شرق العاصمة صنعاء. وذكر شهود أن المسلح الذي كان يستقل دراجة نارية أمطر الضابط بوابل من الرصاص فقتله على الفور ولاذ بالفرار. ويأتي الحادث استمراراً لعمليات الاغتيالات التي استهدفت مسؤولين يمنيين في الأمن والجيش، والتي يرجح وقوف «القاعدة» وراءها، في حين لم يصدر التنظيم أي بيان رسمي يعلن مسؤوليته عن معظم هذه العمليات التي بلغت نحو 67 اغتيالاً خلال العام الجاري، ما يفتح الباب واسعاً أمام تكهنات بوجود علاقة بين الاغتيالات وصراع القوى السياسية في البلاد، حيث يحاول كل فريق منها استثمارها لصالحه وإلقاء المسؤولية على خصومه السياسيين. ووقع الاغتيال قبل الأخير في صنعاء الشهر الماضي، حيث لقي ضابط في الأمن مصرعه برصاص مجهولين في حي الحصبة. وفي السياق نفسه، دهم فريق من قوات مكافحة الإرهاب اليمنية، ظهر أمس سوقاً شعبياً جنوب العاصمة واعتقل ثلاثة من مسلحي «القاعدة». وقال شهود إن هؤلاء كانوا يفاوضون أحد بائعي «القات» على السعر عندما ألقي القبض عليهم. وأوضح مصدر أمني ل «لحياة» طالباً عدم ذكر اسمه، أن المسلحين من منطقة رداع في محافظة البيضاء (جنوب شرق صنعاء)، وكانوا قبل دخول السوق يستقلون سيارة تحمل كمية من المتفجرات، مرجحاً أنهم كانوا يستعدون لتنفيذ عملية تفجير تستهدف مسؤولين حكوميين، وأن أجهزة الأمن تلقت معلومات عن دخولهم العاصمة ووضعتهم تحت المراقبة الى حين القبض عليهم. وأضاف المصدر أن المسلحين الثلاثة يتبعون الزعيم القبلي والقيادي في «القاعدة» في محافظة البيضاء قائد الذهب الذي يتخذ من منطقة المناسح القريبة من رداع مقراً له، بعدما خلف شقيقه طارق الذهب في زعامة التنظيم في المنطقة. وكان طارق قتل مع 17 آخرين على الأقل، في شباط (فبراير) الماضي خلال مواجهة قبلية مع بعض أقاربه على خلفية انتمائه إلى التنظيم واستقدام مسلحين إلى المنطقة، ما جعلها عرضة لغارات الطائرات الأميركية من دون طيار. وعلى صعيد منفصل، أقامت السلطات اليمنية أمس مراسم جنائزية مهيبة لتشييع أركان حرب المنطقة العسكرية الوسطى اللواء ناصر مهدي، ومعه جثامين 10 ضباط وجنود كانوا لقوا حتفهم السبت في كمين نصبه مسلحون مجهولون، يعتقد أنهم من «القاعدة» في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب (شرق صنعاء). وتقدم المشيعين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي نقلت عنه المصادر الرسمية قوله إن «الشهداء سيظلون رموزاً وطنية في التضحية والشجاعة والفداء، وأن مآثرهم ستبقى حاضرة في جبهات التصدي لأعداء الشعب والوطن».