ينتظر الشارع الكردي إعلاناً مهماً من زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان الثلثاء المقبل في شأن مستقبل عملية السلام مع الحكومة، في بيان يُرجّح أن يكشف اتفاقاً رسمياً بين الجانبين على «خريطة طريق» لإنهاء وجود «الكردستاني» وإلقائه السلاح نهائياً. وكانت معلومات أفادت بأن رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان اتفق مع أوجلان على النقاط الأخيرة في خريطة الحل السلمي، وأرسل الأخير نسخة وقّعها فيدان، من وثيقة الحل للجناح العسكري للحزب في جبال قنديل. ويُنتظر أن يحمل نواب أكراد ردّ الجناح العسكري على الخريطة، خلال زيارتهم أوجلان الثلثاء. ومما تسرّب من «خريطة الطريق» جدول زمني لانسحاب مَن تبقّى من مسلحي «الكردستاني» من تركيا، وبقاء قيادات في كردستان العراق أو أوروبا وعودة آخرين من دون محاكمة الى تركيا وممارسة بعضهم السياسة، مع وضع أسس لحقوق الاكراد في الدولة التركية لم يُكشف عنها وتُركت التفاصيل للمفاوضات السياسية. وأشارت مصادر «حزب السلام والديموقراطية» الكردي الى أن الوثيقة الرسمية الموقّعة من هاكان، ستصبح حكومية وتحوّل أوجلان مفاوضاً رسمياً باسم الاكراد. وكان الأخير أصرّ على صفة الرسمية لأي صيغة يتم الاتفاق عليها، ما أخّر إبرام اتفاق نهائي، لكن أزمة تركيا مع أكراد مدينة كوباني (عين العرب) السورية دفعت الحكومة الى قبول شروط أوجلان، من أجل تهدئة الشارع الكردي. في الاطار ذاته، اعتبر النائب الكردي ألطان طان أن النواب الاكراد باتوا محصورين بين مطرقة الجناح العسكري ل «الكردستاني» الذي يريد التصعيد مع الحكومة واستئناف العمل المسلح، وأوجلان ومطالبه الخاصة، في إشارة الى تعاون الأخير مع الحكومة على أمل بخروجه من السجن في أسرع وقت. بل ان مصادر كردية أبلغت «الحياة» أن أوجلان يشترط خروجه من السجن قبل الانتخابات النيابية صيف عام 2015. وتحدثت مصادر في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم عن خطة قديمة للاستفادة من اتفاق مع أوجلان لكسب الانتخابات التي يعتبرها الرئيس رجب طيب أردوغان مهمة جداً، اذ يأمل بنيل حزبه غالبية ضخمة تتيح له تعديل الدستور وجعل النظام رئاسياً في تركيا. لكن استطلاعات للرأي بعد أزمة كوباني أظهرت تراجعاً مهماً في أصوات الحزب، وتكهنات بتقهقر اضافي اذا تورطت تركيا بحرب ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). ودفع ذلك قيادات في الحزب الى طرح تقديم موعد الانتخابات شهرين على الأقل، بحجة قرب موعده الأصلي في 7 تموز (يونيو) من الامتحانات السنوية لقبول الجامعة لطلاب الثانوية العامة. بل ان بعضهم بدأ يتحدث عن تواريخ محددة، مثل 12 نيسان (أبريل) المقبل، لكن الرأي الراجح في الحزب هو انتظار ردود فعل الشارع الكردي بعد اعلان أوجلان الثلثاء، ثم جسّ نبضه مجدداً قبل اتخاذ القرار النهائي في شأن احتمال تنظيم انتخابات مبكرة.